عقدة الخواجا
نلحظ بانزعاج انتشارا واسعا لما يسمى بعقدة الخواجا على مستوى الشعوب والحكومات العربية وفي كافة مناحي الحياة, في السياسة وفي الاقتصاد وفي التعليم وفي العادات والتقاليد. ويقال أن كلمة خواجا جاءت أصلا من اللغة التركية أيام الحكم العثماني, وكان يقصد بها الرجل الأجنبي الأبيض القادم من بلاد الغرب.
وقد شاع هذا المصطلح نتيجة القناعات التي تولدت لدى العرب بان الإنسان العربي قد توقف عن الإبداع بعد أفول العصر الإسلامي الذهبي, وانه لم يعد بين العرب أي عظماء.
ترانا في العالم العربي ننتظر ما تتفضل به علينا الحضارة الغربية من ابتكارات واختراعات وعادات وموضات. ترانا نهاجم الغرب ونتهمه، وبنفس الوقت نتلقى بتلهف ما يلقيه ألينا الغرب من فتات.
فنجد الجامعات العربية تخرج الآلاف من حملة الماجستير والدكتوراه وتحت إشراف كفاءات عربيه مشهود لها, لكنها تفقد ثقتها بنفسها عند التوظيف فلا تقبل إلا خريجي بريطانيا وأمريكا ودول الغرب الأخرى. أصبحنا حكومات وشعوب لا نثق إلا بما يصدر عن "الخواجا " من فعل أو قول أو تقرير، فصحافتهم يعتد بها وإحصاءاتهم لا غبار عليها وحتى لو صدرت عن جهات عنصريه أو حتى يهودية الهوى.
نتناول مأكولاتهم من بروستد ويبتزا وهامبرجر ونشرب مشروباتهم الساخنة والباردة كالسبيروسو والموكا والكابتشينو كمؤشر على مدى قربنا من حضارتهم بالرغم من كل التحذيرات الصحية من كون مأكولاتهم تزيد من نسبة الشحوم بالجسم وتضاعف نسبة الكولسترول في الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين. كما أضحت كلماتهم التي تلوكها ألسنتنا المعوجة مؤشرا على رقينا وتطورنا، ولم نعد نرى لافتاتنا إلا بلغة انجليزية أو فرنسيه أو غيرها ماعدا العربية.
الم يحن الوقت لنصحوا من غفوتنا ونتخلص من عقدتنا ونثور على ماجاء في مقدمة ابن خلدون من " أن المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب في لغته وزيه ونحلته وسائر عوائده وأحواله " .