الشوبكي شخصية وطنية تستحق الاحترام
كنت قد كتبت مقالا قبل أيام تحت عنوان ( مصداقية مدراء المخابرات على المحك) وأنا لم اقصد من وراء الكتابة الإساءة إلى مؤسسات الوطن بقدر ما هي بالدرجة الأولى كلمة حق لتصويب الأوضاع بعد أن كثر اللغط في الشارع عن مدراء الدائرة في العشرة أعوام الأخيرة .
والأشخاص دائما إلى الزوال ويبقى الوطن ومنجزاته مع الإشارة إلى الإفراد الذين تركوا بصمات وطنية في التفاني بخدمة البلاد والعباد لا خدمة مصالحهم الخاصة .
والكتابة عن أشخاص لا أحبذها لأنها عادة ما تفسر تحت بند المرتزقة أو هز الذنب بهد ف تحقيق مكاسب أنية ولكن الضرورة الوطنية تحتم على كل شريف امتهن طريق المهمات الصعبة وهنا اقصد الصحافة أن يقول كلمة حق بغض النظر عن التفسيرات والتأويلات من قبل قوى الشد العكسي.
فكما هو شيء ايجابي أن نركز على أخطاء المسئولين وتعريتهم أمام الرأي العام فان المصداقية تفرض في الوقت ذاته الإشادة بالشرفاء الذين قدموا خدمات جليلة للوطن .
خطوة مدير المخابرات العامة الشوبكي برفض مكرمة بناء بيت له في احد إحياء العاصمة الراقية ليس لها إلا تفسير واحد وهو القناعة بالدرجة الأولى والإحساس بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة وحفظ هيبة الذات .
حقا لقد أثلجت هذه الخطوة الكثير من صدور المواطنين الذين فقدوا الثقة بعض الشيء بالمدار السابقين نتيجة ممارساتهم التي تعارضت وتنافت مع الأهداف النبيلة التي انشىء من اجلها الجهاز .
فيصل باشا نحن نشد على يدك ولا نريد منك مصلحة دنيوية أو خدمة ذاتية بقدر ما نريد أن تسير رجالات الدولة على هذا النهج الذي سيقود حتما إلى إعادة الثقة المفقودة بين الشارع ومختلف مؤسسات الدولة.