غرباء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ".
المسلمون في بداية الدعوة كانوا محاربين مضطهدين مطرودين من ديارهم وأبنائهم لانهم اعتنقوا دين الحق , فأخذوا بالرحيل والهجرة , فكان من هاجر منهم غريبا في دار الهجرة وخصوصاً في بداية وصوله سواء الى الحبشة أو الى المدينة , وأيضاً كانوا غرباء في بلدهم (مكة) حيث التهميش والمقاطعة من أبناء جلدتهم , فكانت وثيقة المقاطعة والإخراج لشِعب مكة لثلاث سنوات متتالية ,ممنوعُ عليهم البيع والشراء والتزويج وكل ما يبتّ الى أبجديات الحياة بصلة.
ولا ننسى غربتهم في اعتقادهم الجديد وهو (لا اله الا الله) فكانت الحرب عليهم نفسيا واجتماعيا واقتصاديا في الكثير من الاحيان, هذه بداية الدعوة وبداية ظهور الدين وأهله ,غربة وعزلة,,أما اليوم فنرى غربة جديدة لأهل الدين الملتزمين والذين لا يجاملون ولا يتنازلون على حساب الحق لأي باطل كان, فترى غربة لهم ,فالناس تستهجن أولاً من شكلهم حيث غريبة الدشداشة وغريب غطاء الرأس وغريبة تلك الللحية وغريب التزامهم بالوقت للصلاة في المسجد وغريب غض البصر بل هو الأغرب غريب على الفتاة الملتزمة أن لا تتكلم مع شباب (مع العلم ان مثل هذه البنت تكاد تنقرض) , وغريب الكلام في أمور الدين وارتباطها بالحياة في اجتماعات الشباب وسهراتهم وغريب كلام الدعوة الى الله , وغريبة الرجولة والانتصار للحق فهو من الدين أيضاً وغريب كل ماهو مرتبط بهذا الدين واخلاقياته وسلوكاته.
النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث أعلاه نبّه إلى عودة أهل الدين في آخر الزمان للغربة والاستهجان من أبناء الأمة أنفسهم أو من اعدائها فبشر عليه الصلاة والسلام ب(طوبى للغرباء )
وطوبى تعني منزلة عالية في الجنة.
كن مع الله ولا تبالي, فالغريب غريب رحمة الله يوم العرض الأكبر, ولا غربة في الدنيا التي تعاديك بسبب دينك اذا كنت تشعر بصحبة الله لك في كل شؤونك ....