(العِرْق دسّاس) .. في السياسة أيضاً

تم نشره الثلاثاء 27 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 11:58 مساءً
(العِرْق دسّاس) .. في السياسة أيضاً
أحمد ابوخليل

- منذ سنوات وتحت تأثير هزيمة كبرى هي احتلال العراق, وتحت تأثير انتصارات وانجازات مثل حالة كل من لبنان وغزة, سادت في الأردن أجواء الوئام والتفاهم والاستيعاب والتنسيق والتسامح بين المعارضين, الأصلاء منهم والمستجدين, ومن شتى المنابت السياسية (اسلاميين ويساريين وقوميين وحتى ليبراليين).

صرنا نجد على منصة واحدة خطباء من مختلف المواقف يجاملون بعضهم, ويتبادلون الأوصاف الحميدة, ويتنافسون في ممارسة "التوجيب" السياسي, وأتقن الجميع لغة الجسد المناسبة لهذه المواقف مثل خفض الرؤوس تواضعاً مع ليّ الأعناق قليلاً, والابتسامات الحنونة مع تغميض جزئي للعيون على سبيل "التسبيل", أو تشبيك الأيدي بشدة مع التصاق الأكتاف بصورة تختلط فيها روائح عرق الإبطين عند كل زوج من المتشابكين, وغير ذلك.

لقد صمت كل طرف عن ملاحظاته على باقي الأطراف, وتسابق الجميع نحو إبراز نقاط الاتفاق.. "وما أكثرها" ونبذ نقاط الخلاف.. "وما أقلها", وهاتان العبارتان أصبحتا من لوازم اللقاءات المشتركة, وصارتا تقالان بشكل فولكلوري.

بالإضافة لذلك, أتاحت هذه الظروف المجال لذوي الانتماءات الحزبية السابقة أن يمارسوا نشاطهم, ولم تعد مغادرة الأحزاب أمراً مداناً بالكامل, وفي أقصى الأحوال قد يكون هناك قدر من العتب, ما دام الحزبي السابق سيبقى في "الأجواء".

اليوم تبدل الموقف, واتضح أن "الدم السياسي" هو أيضاً "لا يصير ماء", وأصبح على كل مشارك أن "ينتسب" أي أن يعلن نسبه السياسي, وحتى الحزبيين السابقين افترقوا وفقاً للنّسب القديم, وانقسموا الى مجموعات, منهم مَن "يردّوا" إسلاميين, وآخرون "يردّوا" يساريين أو قوميين وهكذا.

لقد ظهر بوضوح أن "العِرِق دسّاس" حتى في العمل السياسي, ولا بأس في ذلك, فعلى الأقل لم يعد أياً من النشطاء مضطراً لشم رائحة "الإبط الآخر" فضلاً عن الاستماع للرأي الآخر.(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات