الجهاد الامريكي مجددا

- عندما فجر انتحاريون انفسهم في عدد من الفنادق الاردنية, كتب احدهم في صحيفة عربية ان ما حدث (لعبة مخابرات اردنية) وبعد ايام فقط, اعلنت القاعدة مسؤوليتها عن تلك الانفجارات... صحيح ان الاجهزة عموما بما في الاجهزة السورية, قد تقدم على عمليات هنا وهناك خدمة لاغراض معينة لكن اي مبتدئ في العمل السياسي يستطيع التمييز بين الاصابع الخفية بدلالة التوقيت والمصالح السياسية... ويستطيع اي مبتدئ ايضا ان يؤشر على دور القاعدة في الاعتداءات الارهابية التي شهدتها العاصمة السورية مؤخرا وقبلها العاصمة العراقية, وبعدها اية عاصمة في مرمى المشاريع الامريكية- الصهيونية.. ومن المؤكد ان بغداد ودمشق وغيرها ستشهد انفجارات واغتيالات وعمليات ارهابية مماثلة, فالمطلوب امريكيا وصهيونيا ان تدب النار في ثوب الشرق العربي كله (الفوضى الخلاقة وبالاحرى الهدامة).
وفي قراءة او تحليل او تعليل ذلك الاعتبارات التالية:
1- ما نشرته صحف امريكية قبل اشهر عن سيناريوهات ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق: الاطاحة بالنظام السوري قبل الانسحاب وتطبيق نظرية علي صالح السعدي (رئيس حكومة سابق في العراق) (غير مسموح امريكيا وبريطانيا بوجود حكم في سورية والعراق في الوقت نفسه من خلفية واحدة (امويون او عباسيون) مع الاسقاطات الحالية لذلك... الامر الذي يفسر اعتراف الامريكيين بدورهم في اسقاط مذكرة التفاهم بين البكر وحافظ الاسد.
وطالما فشل السيناريو الاول (اسقاط النظام السوري) ومن الصعب اعادة نظام اموي الى العراق, فالسيناريو الثاني هو استنزاف البلدين, سورية والعراق معا باعمال ارهابية...
وهو الامر الذي يستدعي اعادة الاعتبار لنظرية اخرى غير نظرية المرحوم علي صالح السعدي وهي نظرية (الجهاد الامريكي) كما بدأتها المخابرات الامريكية والباكستانية ضد جماعة موسكو في كابول, وذلك عبر طالبان والقاعدة.
وهناك مؤشرات قوية على ان الامريكان بوساطة بلدان نفطية وغازية قد يطيحون بعميلهم كرزاي لصالح الطالبان والقاعدة كما فعلوا في الصومال بل وكما فعلوا في ليبيا.
ونذكر هنا بما نشرته التلغراف اللندنية واعادت "العرب اليوم" نشره (29-11) حول وجود ليبيين وسلاح ليبي مع معارضين سوريين على الحدود التركية.. وما نشرته لومانتيه الفرنسية واعادت (الغد) نشره (11-11) على لسان غليون الذي اعترف بوجود جماعات مسلحة وما نشرته وكالة الانباء الفرنسية تحت عنوان (سوق السلاح اللبناني - التركي الى مقاتلين في حمص وادلب) (العرب اليوم 27/10) وتؤشر كلها على رائحة (القاعدة).
2- وفي كل ذلك فان الهاجس العام للامريكان هو الحزام الاخضر من (الاسلام السياسي) تارة لتطويق قلب العالم, هارت لاند الروسي, ايام الجهاد الامريكي ضد الشيوعية وتارة لتطويق قلب العالم الجديد, الصين, علما بان سورية تحتفظ بعلاقات خاصة مع روسيا فيما تحتفظ ايران بعلاقات خاصة مع الصين (النفط مقابل التكنولوجيا والسلاح..) مضافا الى كل ما سبق حرب الغاز الجديدة بين الشركات العملاقة على الحقول الحالية والمتوقعة: غاز بروم الروسية وكفاك القطرية المتحالفة مع الشركات الامريكية, والغاز المصري, والاهم الاحتياط الكبير امام الساحل السوري - اللبناني- الفلسطيني- القبرصي.(العرب اليوم )