هل يذهب العراق إلى التقسيم؟!

ما يجري في العراق لن تكون نتائجه محمودة وهو بداية لمرحلة خطرة لم تنجح بداية احتلال العراق ولا حتى حين كانت القوات الأميركية المحتلة تتحمل المسؤولية مباشرة وقبل أن توهم العراقيين انها خرجت وانها تحملهم المسؤولية الان..
هناك تدخلات في الشأن العراقي تملي على رئيس الوزراء نوري المالكي مواقف جديدة أخذت شكل تفجير تحالفاته مع شركائه في العملية السياسية التي يجري نسفها الآن في المهمة الجديدة التي يمليها على العراق قاسم سليماني «الملقب بصانع الملوك» وهي الشخصية الايرانية ذات التأثير الكبير دون حضور ملاحظ..انه قائد قوات القدس الايرانية..الرجل الذي كتبت عنه صحيفة الغارديان قبل أشهر يعود ليعمل من جديد وبقوة ويسحب العراق باتجاه حافة الهاوية وحرب أهلية بعد ان مرر الى سوريا مجموعات كبيرة من قوات القدس وصلت دفعتها الاولى من (2000) محترف بملابس مدنية في سيارات سياحية مظللة تحت حجة زيارة السيدتين زينب ورقية في محاولة لايصال العدد الى (10) آلاف يمرون بتنسيق عراقي سوري مسبق وعبر مناطق يجري استمالة أهلها والعبور منها بدفع اموال..
محاولة قاسم سليماني تأتي لتخفيف الضغط عن النظام السوري وقد ترافق ذلك مع ابلاغ رسائل تهديد من سليماني نفسه الى وزير الخارجية التركي الذي لم يعرف بداية حجم ودور سليماني حتى سأل عنه شخصية عراقية مسؤولة..
رسائل سليماني وصلت الى الاتراك والعراقيين السنّة وهي تدفع باتجاه انقسام العراق طائفياً وسلخ محافظات نينوى وديالا وصلاح الدين والانبار عن الجسم العراقي لتشكل هذه المحافظات عزلاً لحكومة المالكي من التواصل مع الاهداف السورية، فهل تجري التضحية بالعراق ويقسّم لتسديد فاتورة الصراع الايراني التركي؟
المالكي الذي فجر قنبلة اتهام نائبه الهاشمي بالارهاب ومضى في هذا المخطط بعد زيارته للولايات المتحدة الاميركية واتصالات ولقاءات مع سليماني لن يتوقف في مخططه الا اذا استجابت تركيا وخففت ضغطها على سوريا وعملت بهذا الاتجاه والا فإن المالكي سيمضي في محاربة كل القوى السياسية العراقية التي تؤيد تركيا وتؤيد تدخلها في سوريا..
ويبدو أن الأسد حين قال ان ما يجري في سوريا سوف يفجر المنطقة لم يكن يجانبه الصواب فها هو العراق يدخل على خط النار السورية وتقايض حكومة المالكي ذات الولاء الايراني استقرار العراق ووحدته الوطنية ووحدة ترابه مقابل حماية النظام السوري الذي يرى آية الله خامنئي ان ايران ستمضي في الدفاع عنه الى آخر الطريق مهما كانت الكلفة رغم ان اطرافا في القيادة الايرانية ومنها احمدي نجاد لا ترى هذه الرؤية..
اذن الضربات بين المالكي وخصومه أصبحت تحت الحزام والائتلافات المعادية للمالكي الان تطالب بازاحته أو تغييره وتعمل على فتح خطوط مع الادارة الاميركية وحتى مع ايران للخلاص منه لأن عواقب خطته وخيمة ولأن الاتراك بدأوا يشعرون أن ايران تدخل على خط سوريا بنفس الطريقة التي دخلت فيها على خط العراق..وقد يكون الرد التركي والحليف في منع النفوذ العراقي الايراني في سوريا غالي الثمن حين يكون هذا الثمن تقسيم العراق وانفصال المحافظات ذات الاكثرية السنية عن الجسم العراقي للحيلولة دون مرور النفوذ الايراني الى سوريا..
العراق على الطرق وسليماني الذي يحمل ملفات العراق وسوريا وافغانستان وغزة ولبنان ويدير هذه الملفات لصالح السياسة الايرانية ويقود قوات القدس هو الذي قال في اتصال هاتفي للجنرال الاميركي بترايوس عليك أيها الجنرال ان تعرف انني قاسم سليماني وأنني قادر على وضع شروطي..
سليماني عاد من سوريا ولبنان ومكّن المالكي من ولاية ثانية وهو يراهن على قمع الانتفاضة السورية والا فإن شركاء العملية السلمية العراقية الذين بنتهم اميركا سيكون نصفهم السني مطروداً وعندها لن تستطيع السياسة الاميركية في العراق ان تمشي وستكون عرجاء..
(الرأي)