الإخوان ... والخطة ( ب )

تم نشره الثلاثاء 03rd كانون الثّاني / يناير 2012 03:21 مساءً
الإخوان ... والخطة ( ب )
فارس ذينات

جاءت حكومة الخصاونة بـُعيد تأزم في دوائر صنع القرار حيال الحراك الشعبي , من الاحتواء أو السيطرة عليه , لوجود عدة أطراف لم تلتق ِ بهم الحكومة أو تنظر إلى جموعهم بجدية , إضافة إلى الاحتقان لدى الأغلبية الصامتة من الأوضاع العامة في الأردن , وفي مقدمتها الاقتصادية , واعترافات غير مسبوقة ممن كانوا في موقع القرار بأن الانتخابات النيابية مزورة , والتباطؤ الشديد في دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام, والتردد غير المَسوغ في فتح ملفات الفساد , وخاصة تلك المرتبطة بأسماء كبيرة (طبقة الكمبرادور الحقيقية ونهجها النيوليبرالي) , وما حدث في سلحوب , حيث كانت الشعرة التي قصمت ظهر حكومة البخيت , لتحط حكومة الخصاونة في أجواء ترحيبية غير مسبوقة من الإخوان , وقد كانت تحوم الشكوك حول قدوم الخصاونة بأنه اقتراح أمريكي في توليه رئاسة الوزراء الأردنية(وهنا ليس طعناً في شخص دولته) , وذلك بعد مشورة مع الإخوان , وندلل على ذلك , بالترحيب والتهليل ألإخواني قبل تشكيل الخصاونة لفريقه الوزاري , وما ظهر فيما بعد من تزاوج بين التوجه الرسمي الأردني والإخوان في لعب دور أساسي في الملف السوري ومحاولة توفير الدعم الشعبي من خلال الإخوان لهذا التوجه , لاعتقادهم بأنهم يسيطرون أو يقودون الحراك في الشارع , حيث كان الإخوان يعتصمون ويسيرون المسيرات لنصرة الثورة السورية بعيداً عن مطالب الشارع الأردني , وحتى تصريحاتهم كانت في معظمها تصب في هذا الجانب , إضافة إلى إيمان الإخوان أن التغيير في سوريا سيفرض أمراً واقعاً بأن يستجيب النظام الأردني لمطالب الإخوان التي تؤدي إلى وصولهم إلى الأغلبية البرلمانية أو التغيير من خلال ثورة , وهذا ما غفلت عنه الحكومة في بادئ الأمر , وخلال فترة تشكيل الحكومة وما بعد بفترة , غاب الإخوان عن الشارع رغم تصريحات الخصاونة المناوئة للإصلاح بحل مجلس النواب دون استقالة الحكومة , وظروف وضع القوانين المؤقتة , في حين بقي الحراك الشعبي مستمراً في خروجه لإيمانه بأن النهج في تشكيل الحكومات لم يتغير , إضافة إلى منادته بمحاسبة الفاسدين واسترداد المال العام ومؤسسات الوطن وشركاته , وحكومة إنقاذ وطني , تتحمل مسؤولية برنامج وطني توافقي محدد في أُطر زمنية محددة , للانتقال إلى الدولة المدنية بأقل التكاليف بشرياً ومادياً , بعيداً عن سيناريوهات غيرنا من الأشقاء .
عندما تراجعت الأردن عن القبول في الانصياع لقرار الجامعة العربية بحصار سوريا للارتباط الشعبي تجارياً مع المنتج السوري , إضافة إلى وجود تيار يؤمن بالمؤامرة على الدولة السورية , وكذلك سياسياً ستصبح الدولة الأردنية محاصرة , وفاقدة للعمق الاستراتيجي , في ظل رفض دول الخليج انضمام الأردن لناديهم , أخذت الأمور منحى جديد , وتغيير تكتيكي , لتبدأ مرحلة جديدة عنوانها التغيير في الأردن سيقود حتماً إلى التغيير في سوريا , وكذلك الخليج يتبع , بدلالة التسجيل الصوتي عن نوايا قطر في لعب دور بالتغيير في السعودية .
المراقب للحدث في الأردن سيجد أن التصعيد ألإخواني يقع ضمن وتيرة تصاعدية , وما ذهب إليه الإخوان في مخططهم القادم , هو توزيع أدوار محددة لأشخاص وجماعات يكون لها فعل ميداني وإعلامي , ولكن بعيداً عن القيادة المركزية , وهذا ما لمسناه من بيان شبيبة الإخوان , فقد تنصلت القيادة من مسؤوليتها أو علمها في البيان ومضمونه , ونفت أن يكون نابع عن توجهات مرتبطة بقيادتهم , وهي مشابهة عندما تنصل الإخوان سابقاً من هتافات ساخنة في عمان أثناء إحدى المسيرات .
الارتباط بالقرار الجمعي للإخوان في المنطقة والمدعوم من أمريكا وبإدارة قطرية إعلامياً ومادياً , وتسابق الإخوان في إرضاء أمريكا بالحفاظ على وجود الكيان الصهيوني وأمنه , والتمسك بالاتفاقيات الثنائية وعدم العداء .
في الأردن تراجع الإخوان عن إسقاط وادي عربة كشعار في مسيراتهم , فكانت البداية بإعلانهم الإسقاط بالتقسيط , وهذه كانت إشارة أو رسالة موجهة إلى التحالف الأمريكي الصهيوني , وهو عدم الخوف من إخوان الأردن , وقد كان لقاءات مع قيادات الإخوان الإقليمية والأمريكان والأتراك , وهذا ما جعل أمراً واقعاً جديداً بإعادة صياغة تنظيم حماس المرتبط بإخوان الأردن عضوياً ومطالبتهم الحكومة الأردنية باحتضان حماس على أراضيها , وهي رغبة أمريكية ودور تنفيذي قطري , لإبعاد هذا التنظيم عن معسكر الممانعة , من أجل احتوائهم ودمجهم في المشروع الإقليمي القادم .
التفاهمات بين الإخوان والخصاونة واضحة وجلية في كثير من السيناريوهات منها ما ذكر عن حماس وإعادة جمعية المراكز الإسلامية , وحتى أن التصعيد الذي يجري قد يدخل في نفس الجانب والسبب أن الحراك الشعبي البعيد عن الإخوان قد تطور على شكل تيار , فرض رؤيته في الشارع , ومطلقاً مخاوفه على الدولة, وفي بعض المناطق تم تحييد الإخوان عن قيادة الشارع , وهذا ما لا تريده الحكومة , بل تريد إسباغ الحراك وربطه بالإخوان لتكون الصفقة أسهل , فكانت موقعة المفرق المفتعلة إخوانياً وحكومياً , وبشكل دقيق ومنظم , لأن ما سيتبع هذه الغزوة هو التخوف وبالتالي ابتعاد الكثير عن الخروج إلى الشارع خوفاً من الدخول في الفوضى , أو بالتعاطف مع الإخوان ومؤازرتهم لجعل كل الحراك ينطوي تحت قيادتهم , وهذا ما فشلت في تحقيقه في الجمعة التالية في عمان .
ولكن ما لم تحسب الحكومة حسابه , ويعلمه الحراك , أن الإخوان مرتبطين بقرار إقليمي إخواني وتفاهم أمريكي , مما يعطيهم الأفضلية على الحكومة في ظل عدم توافق ما يقدم من الخصاونة لهم , وبالتالي سيلجئون إلى خطتهم البديلة من فرض الأمر الواقع على الدولة والتعجيل بإصدار قانون الانتخاب الذي يرضيهم ويحقق طموحهم , ويخدمهم في تعجيل التغيير في سوريا , لذلك سيلجأ الإخوان إلى زيادة وتيرة التصعيد وقد تصل إلى المواجهة وبالتالي العنف والاقتتال لتحقيق طموحهم في استلام السلطة .

والسؤال الآن ما هو الحل للخروج بالوطن من سيناريوهات الفوضى ..؟!!

الكرة في ملعب النظام.....!!!
إن ما يخدم تحقيق الإصلاح والخروج من المأزق إلى الدولة المدنية الحديثة , هو قيام المؤتمر الوطني الأردني بأطيافه كافة , وبالترافق مع تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحمل مخرجات المؤتمر لتحقيقها ضمن أُطر زمنية محددة , فننتقل إلى اللحظة الآمنة , بعيداً عن كل السيناريوهات الموضوعة والمصبوغة بالدم والعنف .

ما هو المطلوب من الإخوان في الأردن..؟!!!

معنيون الإخوان بالمصارحة والكشف عن خطابهم السياسي وما يتضمن من برامج قابلة للتطبيق , ومدى الالتقاء مع الحراك الشعبي في عناوينه الرئيسة , كملف الفساد والهوية الوطنية الأردنية والعدالة الاجتماعية وإصلاح سياسي يخدم الشعب الأردني بعيداً عن التبعية للتحالف الأمريكي الذي يحافظ على آمان الكيان الصهيوني .
الإخوان حتى هذه اللحظة ضبابيون في رؤيتهم وعدم الوضوح , وعناوينهم متلونة ومتغيرة حسب معطيات الشارع الأردني والمتغيرات في المنطقة , لذلك يتوجب على الإخوان كمناضلين لتداول السلطة من إظهار رؤيتهم وأن تكون قابلة للتطبيق وتحقق للمواطن ما كان يفتقده عند غيرهم , نابعة من مرجعيته التي يدعي وهي الشعب الأردني .
ونسأل هل الإخوان قادرين على تطوير رؤاهم لتتوافق مع تطلعات الشارع الأردني..؟!!!
وبالتالي سيكون العنف وسيل الدماء هو الرديف الحقيقي لتسلم السلطة..؟!!!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات