النائب الظهراوي يكتب : إبن البلد مابده يشتغل!
المدينة نيوز - النائب محمد الظهراوي - عبارة عامية أسمعها ويسمعها الكثير منا , بحيث تحمل في مضمونها إتهام صريح لليد العاملة الأردنية بعدم الكفاءه والرغبة في العمل وهي تصدر من قبل المسؤولين وأرباب العمل في القطاع الخاص,في الحقيقة إن في هذه العباره تغطية وإخفاء لحجم الإنتهاكات والتعدي على حقوق العمالة في القطاع الخاص .
إن القطاع الخاص الأردني يفضل العامل الوافد على الأردني لأنه يقبل بالعمل بدون حقوق أو سقوف وبأجور متدنية,لهذا فالعامل الوافد هو مقياس الجوده للقطاع الخاص.
في القطاع العام يخرج علينا مسؤول من خلف مكتب عالي الرفاهيه ويخبرنا بصوت يحمل هموم الوطن بأن هناك ثقافة مجتمعية لدى الشباب الأردني إسمها ثقافة العيب , هي من تساهم في تفاقم الأزمة المجتمعية وتسبب في عزوف الشباب عن قبول الوظائف التي تقبل بها العمالة الوافده.
إن هذا الإتهام الرسمي للشباب ,ماهو إلا عذر لتبرير الفشل الحكومي في عدم المقدره على خلق وظائف تحاكي التزايد المطرد في أعداد القوى العاملة الأردنية وروافدها من الجامعات والكليات ومراكز الـتأهيل المهنية.
العمالة في الوطن مظلومة فهي واقعة بين فكي كماشة القطاع الخاص بظلمه وتعديه على حقوق العامل الأردني والقطاع العام غير القادر على خلق وظائف جديدة ,ثقافة العيب هو شعار حكومي بالدرجة الأولى وإن من المؤسف أن تضع سياسة التوظيف الأردنية البحث عن وظائف خارج الوطن ضمن أولوياتها وأنا أعتبر هذا هروباً من المسؤولية وكأن واضعي هذه الخطط لايعلمون أن في جميع الدول المجاوره سياسات توظيف وطنية تحارب العمالة الخارجية وتحد منها .
اليوم أصبح لدى الشباب الأردني فقدان أمل بالحصول على وظيفة بسهولة , فديوان الخدمة المدنية في الثقافة الشبابية يعني البيرقراطية والواسطة وإنعدام العدالة الإجتماعية وإن تقديم طلب للوظيفة كرمي الزجاجة في البحر وفقط وحدها الصدفة هي من تقرر هل هناك وظيفة أم لا.
إن أزمة البطالة هي أزمة سياسات وطنية من تعليمية لاتعتمد مبدأ التوجيه وخلق مساقات تحاكي المجتمع والتطور وتخرجنا من الجمود, إلى أزمة سياسات إقتصادية غير قادره على النهوض بالإقتصاد وجلب الاستثمار الحقيقي والفاعل, وأزمة سياسات عمالية لاتعتمد مبدأ أردنة الوظيفة وتحسين ظروف العمل والأجور.