مفاوضات في حاضنة أردنية !

- يرمي الأردن بثقله لانقاذ ما تبقى من جهود دولية وعربية واقليمية وفلسطينية ظلت تستهدف انتزاع حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفتح باب التفاوض على قضايا الوضع النهائي المتعلقة بقضايا اللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود والمياه وهي قضايا تتداخل فيها المصالح الوطنية الأردنية بالفلسطينية ومصلحة الشعبين في مواجهة استمرار الاحتلال والعمل على ازالته..
تعنت حكومة اليمين الاسرائيلية وادارتها للظهر ازاء هذه القضايا واستفادتها من الدعم الاميركي الكبير عشية الانتخابات الاميركية حيث تقايض ادارة أوباما الدعم لاسرائيل وتأييدها مقابل دعم اللوبيات اليهودية والصهيونية وكسب أصواتها لصالح فترة ولاية أوباما الثانية..
اذن الولايات المتحدة غير قادرة الان على ان تقدم شيئاً ملموساً على صعيد الضغط على اسرائيل لتجمد الاخيرة الاستيطان أو تذهب لمفاوضات جادة..وكل ما تفعله الادارة هي تحريك اللجنة الرباعية التي تحتل الادارة الاميركية مقعداً فيها..
اسرائيل تريد أن تستفيد من الوضع الراهن سواء الانصراف العربي الى مواجهة تطورات «الربيع» في العواصم العربية التي يغيب عنها الاستقرار وبالتالي يغيب اي دور فاعل لها في دعم القضية الفلسطينية والضغط على اسرائيل أو في انصراف الادارة الاميركية ودورها للانتخابات..
أمام هذه الحالة الجامدة عربياً ودولياً وحيث تواصل اسرائيل الاستيطان وتهويد القدس واسرلتها يتنبه الأردن ويدفع باتجاه تسخين الاشتباك التفاوضي في حالة استكشافية جديدة للموقف الاسرائيلي..دعماً للقضية ودفاعاً عن مصالحه الوطنية وتهديدها المباشر وغير المباشر
ففي سياق المصالح الاردنية لمواصلة الضغط على اسرائيل وتضييق خياراتها كانت المبادرة الملكية للملك عبد الله الثاني في زيارة رام الله والالتقاء مع الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ودعمه للوقوف على طبيعة الموقف الفلسطيني وحجم الضرر الناجم االذي يصيبه نتاج استمرار الموقف الاسرائيلي المستهدف للسلطة الفلسطينية واموالها التي تمول مشاريع صمود الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه وأيضاً امكانية قيام لقاءات في عمان مع اللجنة الرباعية ومع مندوبين اسرائيليين لاستطلاع كل المواقف..
الملك عبد الله الثاني بذل جهوداً كبيرة في هذا المجال وبادر عربياً واقليمياً ودولياً متحملاً مسؤولياته كشريك في عملية السلام وكمتضرر من استمرار سياسة الاحتلال وما تسببه من غياب استقرار واضطرابات ولذا دعى الملك آخرين وتواصل مع اللجنة الرباعية بكافة أطرافها واندب وزير الخارجية النشيط ناصر جودة للالتقاء مع مسؤولينن اسرائيليين وقد توجت الجهود الاردنية في هذا المجال بالنجاح وجرى عقد اللقاء في عمان وستكون مؤشراته التي ننتظرها الوسيلة لاستمرار لقاءات عمان الى أن يحدث الاختراق المأمول الكبير للموقف الاسرائيلي حتى 26/1/2012..
يستحق الموقف الاردني التأييد والثناء عليه والدعم الدولي وهو ما بدأته السلطة الفلسطينية التي أثنى رئيسها أبو مازن على الدور الاردني وشجاعته وجديته وقدرته على مواصلة توفيرها حاضنة للقاء وهي مسألة لم تكن سهلة ابداً في ظل الظروف الدولية والاقليمية السائدة كما ان هذا الجهد الأردني لا يتعارض مع مشوار المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية ولا حتى تحسين العلاقات مع حركة حماس التي تتفهم الضرورات الاردنية وحتى ضرورات السلطة الفلسطينية والتزاماتها رغم الصخب الذي أبدته بعض الفصائل الفلسطينية التي دعيت أخيراً لاجتماع القاهرة دون ان تقدم بديلاً..
لقاءات عمان وان كان من السابق الحكم عليها الا انها حجر يضرب في بركة أرادت اسرائيل ان تبقيها راكدة وأن تجعلها آسنة وكريهة باستمرار احتلالها..وهو حجر لا بد ان تحدث له ارتدادات لصالح القضية الفلسطينية..(الراي )