مقاييس خاطئة لتقييم الموازنة

تم نشره الثلاثاء 10 كانون الثّاني / يناير 2012 12:44 صباحاً
مقاييس خاطئة لتقييم الموازنة
د. فهد الفانك

- خطأ جوهري ارتكبه معظم الذين تصدوا لدراسة مشروع الموازنة العامة وتقييم أرقامها، وهو الحكم على صحة مخصصات أي باب من أبواب الإيرادات أو النفقات بمقارنتها بما كانت عليه في العام الماضي.
 الفرضية الضمنية التي ينطلق منها هذا التحليل هي أن العام الماضي كان مثالياً، وإن إنجازات الموازنة كانت طبيعية، فرضتها الظروف العملية، وليس السياسات المالية الرخوة التي كان معمولاً بها.
 بهذه الطريقة حكم هؤلاء بأن الإيرادات المحلية مبالغ فيها، فكيف تزيد بنسبة 6ر12% عما تحقق في العام الماضي.
 الفرضية الخاطئة هنا أن الإيرادات المحلية في السنة الماضية هي كل ما يمكن تحقيقـه، وإن السياسة المالية لا تستطيع زيادة هـذه الإيرادات بإلغاء بعض الإعفاءات التي استنفدت أغراضها ولم تحقق أهدافها، وإيجاد مصادر جديدة للإيراد.  
بهذه الطريقة حكم هؤلاء بأن تقدير النفقات الجارية ليس واقعياً، فكيف يمكن ضغط هذه النفقات بحيث لا تزيد عما كانت عليه في السنة السابقة كما تقترح الموازنة؟.
الفرضية مرة أخرى هي أن نفقات السنة الماضية كانت كلها لازمة، ولا مجال لتخفيض أو إلغاء بعضها، وأن السياسة المالية لا تستطيع التأثير على حجم النفقات بالإنقاص أو الزيادة إلا بقدر ما يسمح به معدل النمو الاقتصادي ونسبة التضخم المتوقعة والتي قـدّر وزير المالية مجموعها بحوالي 8% وليس 6ر12%.
هذا ليس دفاعاً عن مشروع الموازنة المعروض على مجلس النواب، ولكنه اعتراض على منهجية بعض الانتقادات التي وجهت إلى الموازنة، فقد تكون الموازنة سيئة ومرفوضة ولكن لغير الأسباب التي ذكرها النقاد المحترمون.
الموازنة المقدمة إلى المجلس بصيغتها الحالية يمكن اعتبارها صحيحة إجمالاً، وقابلة للتطبيق، وتستحق المصادقة عليها إذا كان لدى وزير المالية سياسة مالية حازمة لتغيير النمط الذي كان سائداً في العام الماضي، وإذا كانت الحكومة ستطلق يد الوزير في إدارة السياسة المالية واتخاذ القرارات اللازمة لضبط المالية العامة ووقف الانحدار الذي ساد في السنوات الأخيرة.
أما إذا كانت شعارات ساحة النخيل هي التي تقرر الاتجاه العام، فإن الموازنة تستوجب التغيير بحيث يرتفع العجز إلى ثلاثة مليارات من الدنانير وليكن ما يكون!.(الراي)


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات