لقاء ثان بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعمان
المدينة نيوز - عقد مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون لقاء ثانيا "لتهيئة الأرضية المناسبة" لاستئناف محادثات السلام التي توقفت بين الطرفين منذ أكثر من 15 شهرا. واتسم اللقاء الثاني -بحسب الخارجية الأردنية- "بالوضوح والصراحة رغم التباين القائم" بين الطرفين.
وعقد اجتماع في عمان الثلاثاء الماضي للمرة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2010 بين ممثلين للجانبين "لكسر الجمود في عملية السلام".
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية محمد الكايد إن اجتماعا آخر عقد الاثنين في عمان بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وإسحاق مولخو من الجانب الإسرائيلي، بمشاركة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي حضر جانبا من هذا الاجتماع.
وأضاف الكايد أن هذه اللقاءات ستتواصل وستستمر في الفترة المقبلة وكما تم الاتفاق عليه سابقا بهدف "الوصول إلى أرضية مشتركة وإلى تقريب هذه المواقف المتباينة".
وأوضح أن اللقاء تخلله تناول لمواقف متعددة من جملة من القضايا الهامة واتسم بالوضوح والصراحة، رغم أن التباين بين الطرفين "وكما كان متوقعا كان قائما حول هذه القضايا".
وفي رام الله، قال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين إن جهود "استكشاف المواقف" الفلسطينية والإسرائيلية استمرت للمرة الثانية في عمان، موضحا أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم تصوره لقضيتي الأمن وحدود عام 1967 كما طلبت اللجنة الرباعية يوم 23 سبتمبر/أيلول الماضي في بيانها.
وأضاف أنه "لم نستلم ردا إسرائيليا على وقف الاستيطان الذي هو التزام إسرائيلي"، مشددا على أن الوفد الفلسطيني أكد خلال اللقاء أن موعد 26 يناير/كانون الثاني الجاري "موعد مقدس، وأنه السقف الزمني الأخير الذي يجب أن يقدم فيه الطرف الإسرائيلي رؤيته حول الأمن والحدود".
كما أكد الجانب الفلسطيني -بحسب المسؤول الفلسطيني الذي رفض كشف هويته- وجوب وقف الاستيطان كالتزام من إسرائيل عليها تنفيذه قبل هذا التاريخ من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات، موضحا أنه لم يُتفق على موعد اجتماع آخر بين الجانبين.
تشاؤم
وكانت اللجنة الرباعية الدولية قد دعت الجانبين إلى تقديم مقترحات وتصورات شاملة حول الحدود والأمن قبل 26 يناير/كانون الثاني الحالي، مع التطلع إلى استئناف المحادثات في وقت قصير.
لكن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أعربا عن تشاؤمهما من إمكانية الوصول إلى نتائج من هذه اللقاءات، فوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اتهم الفلسطينيين أمس الاثنين بأنه لا نية فعلية لديهم لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأنهم يركزون على المساعي التي يبذلونها في الأمم المتحدة أكثر من تركيزهم على استئناف المفاوضات.
وقال ليبرمان أمام لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست إن الفلسطينيين وافقوا على عقد اجتماع مع الجانب الإسرائيلي في عمان "لأنه ليس بوسعهم رفض دعوة الملك الأردني عبد الله الثاني.. وأعتقد أن هدفهم الحقيقي هو اتهام إسرائيل بعد انتهاء المباحثات بإفشالها".
في هذا السياق، استبعد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه تحقيق أي اختراق من الاجتماع.
وذكر عبد ربه أن الجولة الأولى من هذه المحادثات لم تفض إلى أي جديد، مشددا على أنها مجرد لقاءات استطلاعية "لأن المفاوضات لا يمكن أن تبدأ إلا إذا توفرت شروط جدية لها".
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم أن إصرار السلطة على الاستمرار في المفاوضات مع العدو رغم التوافق الوطني على رفضها، سيكون أكبر خطر على القضية الفلسطينية، واعتبره استجابة واضحة للابتزاز والضغط الإسرائيلي والأميركي على "حساب مصالح شعبنا، وضربة موجهه لجهود المصالحة والتوافق الوطني".(الجزيرة)