الرئيس السوري بشار الأسد يلقى "خطابه الرابع" منذ اندلاع الأزمة في بلاده
المدينة نيوز - ألقى الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء خطابه الرابع منذ بدء الحركة الاحتجاجية في البلاد قبل نحو 10 أشهر، وقال الرئيس أمام حشد من الحضور في مدرج جامعة دمشق أن الأحداث تفرض على ابناء سوريا أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد في حل مشاكلهم، والتآمر الخارجي ضد سوريا لم يعد خافيا على أحد، وفقا لتعبيره.
وتابع: "الآن انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الاحداث من طراف أقليمية ودولية التي أرادات زعزعة استقرار البلاد"، مشيرا إلى أن بلادة تتعرض لهجمة إعلامية غير مسبوقة تهدف لشل إرادتها، مستشهدا بوجود أكثر من "60 وسيلة إعلامية دولية مكرسة الآن ضد سوريا بالإضافة إلى عشرات مواقع الانترنت والصحف".
وقال: تحدثنا بشفافية عن وجود تقصير في مجالات وخلل في مجالات أخرى.. والمخربون استغلوا مظاهرات سلمية للقيام بأعمال القتل والنهب" وأردف: "عندما نتحدث عن مشاركة الخارج لا نقصد الغرب فقط حيث يشارك بعض العرب في هذه المؤامرة، والغريب أن بعض العرب معنا في القلب وضدنا في السياسية وهذا على أن دولهم فقدت السيادة، وهناك دول عربيت حاولت لعب دور أخلاقي وموضوعي في السياسة".
وكان مصدر صحفي مطلع ذكر لـ"العربية.نت" أن أبرز ما سيتضمنه الخطاب، هو تعيين "معارض سوري بارز"، رئيساً للوزراء.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العربية.نت"، أن الخطاب سيمنح رئيس الوزراء الجديد صلاحيات واسعة، في مقابل تقليص بعض صلاحيات الرئاسة لصالحه، وبحسب المصدر فإن القرار جاء بمبادرة روسية صينية وأيدته الولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية.
وفي أول تعليق للمعارضة على الخطاب المرتقب جدد كمال لبواني عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري مطالبته الرئيس الأسد بالتنحي. وقال لبواني في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، إن أهم ما ينتظره من الرئيس الأسد في خطابه هو إعلان تنحيه وترك البلاد للشعب القادر على حكم نفسه.
من جانب آخر، قالت الولايات المتحدة الليلة إنه أمر "مرضي" أن تستنتج الجامعة العربية بأن 150 مراقباً ضمن بعثة المراقبة العربية إلى سوريا "ليس كافياً"، وأن عناصر البعثة بحاجة إلى تدريب لأنها المرة الأولى التي تقوم بها الجامعة بمثل هذا العمل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي "إن الجامعة العربية تحملت مسؤولية كبيرة جداً في محاولة لوقف العنف، والتزمت بدفع نظام (الرئيس بشار) الأسد لتلبية جميع الالتزامات" التي طلبتها الجامعة.
وأضافت نولاند "من الواضح أننا لا نزال بعيدين عن الهدف حتى الآن، حيث إن العنف لم يتوقف والغالبية العظمى من السجناء السياسيين لا يزالون في السجن، ونحن لا نزال نرى جميع أنواع الأسلحة في الأحياء السكنية".
وأكدت أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن شعور الجامعة بأن عدد أفراد البعثة ليس كافياً يعكس حقيقة الواقع، حيث لا يمكن رصد جميع الأحداث على الأرض.
وقالت إن تقييم الجامعة العربية يتوجه لزيادة عدد المراقبين، منبهة إلى أن الموعد النهائي للبعثة هو 19 يناير الجاري.
واختتمت نولاند تصريحها بالقول: "إننا نتفهم مشاعر الإحباط لدى المعارضة"، خاصة مع عدم تحقق الوعود واستمرار العنف.
وكانت فرنسا أكدت في وقت سابق دعمها الكامل لمهمة المراقبين العرب في سوريا، إلا أنها شددت على ضرورة تعزيزها بصورة أكبر.
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في مؤتمر صحافي إن "فرنسا تواصل دعم مبادرة الجامعة العربية لوقف إراقة الدماء في سوريا، وقد اتضحت الحاجة الآن إلى تعزيز مهمة المراقبين العرب بشكل كبير في عديدها وقدرتها على إجراء تقييم كامل وفي أي مكان لضمان تطبيق النقاط الأربع في خطة الجامعة دون أن يتمكن النظام من عرقلتها".
وأشار نادال إلى أن الأيام المقبلة "ستكون حاسمة"، حيث ستتخذ الجامعة العربية في الـ19 من الشهر الجاري قرارها النهائي بشأن الأزمة السورية.
وأكد ضرورة أن ينفذ النظام السوري فوراً النقاط الأربع من خطة الجامعة العربية، أي وقف القمع، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وعودة قوات الأمن إلى ثكناتها العسكرية، والحوار مع المعارضة.(العربية)