في ذكرى الحراك الشعبي السوري

- عندما انضم السوريون الى الحراك الشعبي العربي ضد الفساد واحتكار السلطة من قبل قائد او حزب او جهاز امني تفاءلنا خيرا بذلك, فسورية الديمقراطية التعددية هي صمام الامان القومي العربي كله من اجل النهوض والتقدم والاستقلال العربي ومن اجل المقاومة.
وقد رفضت شخصيا اجراء اية مقابلة مع اية وسيلة اعلامية سورية بما فيها بعثة التلفزيون السوري الى عمان, وكتبت اول مقال لي مع (الربيع السوري) تحت عنوان (الامن والسياسة في سورية) وقلت فيه آن الاوان للشعب السوري ان يكون شريكا حقيقيا, وان يرفع الامن السوري سطوته على القرارات السياسية كما انتقدت الانفتاح الاقتصادي والاختراق الليبرالي للاقتصاد السوري, ووجهنا دعوة للمعارض السوري ميشيل كيلو لالقاء محاضرة في رابطة الكتاب الاردنيين. واقترحت على الجريدة اعادة اعتماد فايز ساره مراسلا لها في دمشق, وذلك بعد الافراج عنه آنذاك, ولم اصدق طيلة تلك الاشهر الرواية الاعلامية السورية عن العصابات المسلحة..
بعد ذلك بدأ المشهد السوري يأخذ ابعادا جديدة بل ومشبوهة من مظاهرها:-
1- على الصعيد الدولي, طبيعة الاصطفاف والتمحور والتخندق ضد سورية, من الامريكان الى ساركوزي اليهودي وجوبيه صديق تل ابيب, الى كل قوى وعواصم الشر والصهينة في العالم, بما في ذلك قادة جورجيا وكولومبيا (دولة المافيات والموساد) او اسرائيل اللاتينية كما وصفها شافيز.
2- على الصعيد الاقليمي ولا سيما مشروع التقاسم الوظيفي للشرق الاوسط الجديد بين تركيا العثمانية واسرائيل الصهيونية والذي يستدعي تقسيم سورية ايضا ومجالاتها الحيوية..
3- على الصعيد العربي, ولا سيما موقف المحميات المعروفة واموالها ومنابرها الاعلامية (تعبير المحميات ليس من عندي, بل من قبل السيد ادوارد هيث, رئيس وزراء بريطانيا الاسبق) ويضاف هنا دور جماعات التمويل الاجنبي من مراكز دراسات خاصة, وحقوق انسان وحرية صحافة واعلام مجتمعي وصحافة ومواقع الكترونية.. الخ فغالبيتها الساحقة مرتبطة بمراكز امريكية واوروبية تابعة لدوائر الاستخبارات في تلك الدول.
4- على الصعيد المحلي السوري, فاذا كانت سورية تحتاج الى ثورة شعبية حقيقية مثل غيرها من البلدان العربية الا ان ما جرى ويجري منذ اشهر لم يعد صراعا بين النظام والشعب, كما في الايام الاولى بل اخذ ابعادا مختلفة تماما تضاءلت فيها الاحتجاجات الشعبية المشروعة السلمية لصالح جماعات مأجورة مشبوهة ومسلحة وتكفيرية واقصائية ناهيك عن الطبيعة الارتزاقية الانتهازية لاوساط واسعة من مجلس اسطنبول لا تمانع في القتل ردا على القتل او دونه ولا تمانع في التدخل الاجنبي بذرائع مكشوفة ومشبوهة عن حماية المدنيين.
بل ان قسما من المعارضة الداخلية التي اعتقدنا انها وطنية نظيفة لم تمانع في اقامة علاقات مع السفارة الامريكية في دمشق وفي الاشتراك في لقاء البحر الميت مع مركز تمويل اجنبي مشبوه بعلاقات مع اسرائيل.
5- في ضوء ذلك, وحيث لم اكتب ولن اكتب كلمة واحدة دفاعا عن نظام يحتكر السلطة فلن اتوقف عن الحديث عن المؤامرة وادواتها واهدافها واطرافها الكبار والصغار معا من الامريكان وساركوزي والصهاينة الى اصغر عميل مرتبط بهم مؤكدا في كل مرة, ان سورية الديمقراطية التعددية العروبية العلمانية المقاومة, هي سورية التي نريد وندافع عنها, لا سورية احتكار السلطة ولا سورية اردوغان وغليون والعرعور والامريكان والمحميات والعصابات الارهابية والمنابر المشبوهة والتكفيريين والعملاء من كل حدب وصوب. (العرب اليوم )