ماذا قال رؤساء الوزارات!؟

- ظاهـرة أردنية أن يكون في البلــد 15 رئيس وزراء سابق على قيد الحياة ، وأن يجتمع 14 رئيساً منهم على مائدة جلالة الملك ليستمع إلى خلاصة الخبرات المتراكمة لديهم ، لما فيه مصلحة البلد واستكشاف خارطة الطريق نحو الخروج من النفق السياسي والاقتصادي الراهن ، وتحويل التحديات إلى فرص للتغيير نحو الأفضل.
ما نشرته الصحف ، نقلاً عن وكالة الأنباء الأردنية ، ليس المحضر الكامل لهذا اللقاء الفريد ، فهو خلاصة صحفية قد لا يطيق العمل الصحفي أوسع منها. ويبقى أن الإعلام إنتقاء ، ومن الأهمية بمكان أن يكون الانتقاء مهنياً ومتجرداً.
ليس أمامنا إذن سوى هذه الخلاصة التي تشكل في أحسن الأحوال عينة لأفكار ورؤى أربع عشرة شخصية أردنية ، تمرست بالمسؤولية في ظروف وأوقات مختلفة ، وظلت تتابع عن كثب ما يجري في البلد من تطورات ، فماذا قال أصحاب الدولة؟ وهل نستطيع أن نستخلص خلاصة الخلاصة؟.
الرؤساء يدركون صعوبة الأوضاع ، وعدم وجود حلول سهلة ، وهم يعترفون بوجود الأخطاء ، ويعربون عن عدم رضاهم عن جو الاتهام الشامل بالفساد لدرجة أخذت تشوه صورة البلد وتلحق ضرراً بمناخ الاستثمار ، ويرون ضرورة استكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية ، وتأكيد شرعية النظام ، وعدم إنكار الإنجازات ، وتأكيد المواطنة ، وإعادة الحياة للميثاق الوطني كعقد اجتماعي والأجندة الوطنية كأداة تنفيذية ، وتحدثوا عن خطورة الوضع المالي وخاصة اتساع عجز الموازنة وتفاقم المديونية ، وأهمية كسب ثقة المستثمرين وتطمينهم ، وأولوية الإصلاح الاقتصادي الذي لا يمكن إنجازه إلا تحت مظلة ديمقراطية ، وإجراء الانتخابات العامة هذه السنة ، وتأكيد دور القطاع الخاص.
رؤساء الوزارات السابقون ليسوا منظرين ومحللين فخبراتهم عملية ، ومن هنا دعوتهم للانتقال من التشخيص إلى برنامج عمل واضح ومحدد ، ينقل الاهداف الوطنية من الشعارات إلى الواقع ، والحراك السياسي والفكري من الشارع إلى قاعة البرلمان.
لقاءات بهذا المستوى والانفتاح تشير إلى أهمية السير بجدية في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي ، وتحويل التحديات والصعوبات إلى فرص.
وطالما أن جلالة الملك يشق طريق الإصلاح بنفسه ، فلا عذر لمن يتردد أو يتباطأ أو يشكك.