سكن كريم..لنمسك بالهدف النبيل!

- الفكرة ملكية..وقد تمخضت عن مبادرة أرادها الملك لمن لم تتوفر لهم السكنى من الاردنيين في القطاع العام ومن موظفي الدولة..وأراد لها استراتيجية ورؤية وأهدافا ودعى أن تتوفر لها كل الوسائل حتى تنجز..فالمطلوب كان عشرين الف شقة سكنية في كل عام ولمدة خمس سنوات حتى تكون الحصيلة (100) ألف شقة أو وحدة سكنية..
يبدو انه لم يكن سهلاً النهوض بهذه المسؤولية مع استعمال الاساليب البيروقراطية ولكن جرت المحاولة باخلاص لوضع الافكار على الورق والخروج من الورق الى الميدان وقامت مخاضات واجتهادات وتصورات وجرى التراجع عن تصورات لصالح أخرى الى أن أحيل الأمر على الاسكان وعلى مقاولين محليين دون أن تقع خسائر وهذا ما تابعته حكومات متعاقبة وبعدها جرى تحديد الاراضي في أكثر من مكان واقامة البنية التحتية على اراض مملوكة من مؤسسة الاسكان والتطوير الحضري ..
لن أغرق في التفاصيل ولن أتحدث عن اهمية المشروع وجدواه وضروراته فهو لم يكن بحاجة الى مخصصات من الدولة او دفع أموال لو أن الذين اتهموا ترووا..فقد جرى تصميم نافذة تمويلية حيث تجهز الدولة البنية التحتية ويبدأ المستثمرون في هذا القطاع انجاز هذه المهمة بما يتناسب مع دخل المسجلين أو طالبي السكن..فالأرض المخصصة من الاسكان الحكومي يجري تقييمها والشراكة مع المنفذين يجري تحديدها حيث تعطى الحكومة بدل الارض شققا توزعها على موظفي القطاع العام بمقابل يجري دفعه على أقساط بفروق سعرية كبيرة عن سعر الكلفة الاساسية فما الذي حدث ولماذا وقع الانقلاب على التنفيذ وجرى تحجيم المبادرة ورهنها لمشاكل وخلافات طارئة واجتهادات غير منصفة؟..
ولماذا التوقف؟ لماذا لا نسير بالفكرة والمبادرة للامام ونخلصها من كل العوائق والعقبات والاخطاء؟..هل لم نعد بحاجة الى مساكن للمحتاجين اليها؟ هل لم يعد لدينا أجيال تأتي في كل يوم تبحث عن سكن؟ لماذا تشويه المبادرة النبيلة ؟
لماذا التوقف عند (8300) شقة فقط والحيرة في تسويقها..لماذا لا نعترف بضعف الادارة والتسويق بدل الطعن بالفكرة والبحث عن ذرائع؟..ما أسباب الاعاقة وأين يكمن الخلل؟ واذا لم يكن ما يعيق فلماذا لا نواصل حمل المبادرة وانفاذها والذهاب الى الأمام وترك الذرائع والمبررات الواهنة..لماذا يكون شعار البعض تخرب فينا ولا تعمر بغيرنا..
علينا الآن ان نستمر في المبارة الملكية لخدمة المواطنين وأن نُقيّم ما حدث ونستخلص العبرة منه ونستفيد من الأخطاء وأن نتلافى العيوب على أن لا نتوقف..فنهزم ونهزم الفكرة النبيلة..
لم ينته السبب الذي من أجله قامت المبادرة..بل أن الأسباب ما زالت تدعو للسير إلى الأمام وترجمة المبادرة الى فعل على الأرض الى شقق سكنية ستظل الحاجة اليها قائمة ما توالدت الاجيال..
أعتقد أن سكن كريم لعيش كريم كانت وما زالت فكرة نبيلة رائدة جرى اغراقها بالتشكيك والنيل منها ومحاسبة المجتهدين على أنهم أخطأوا..وحتى لو أخطأوا فإن حسابهم لا بد أن يتم بعيداً عن وقف المبادرة أو النيل منها..واذا لم تكن الخطط الموضوعة أصلاً واقعية أو ممكنة على ضوء القدرة على التنفيذ فلا بأس من اعادة التقييم والمراجعة وتحديد الادوات والوسائل مجدداً لادراك الهدف النبيل..
لا يجوز أن نخذل هذه المبادرة الملكية أو نعطلها..كما لا يجوز أن نشبع من عملوا سبّاً ونقضي على الفكرة الرائدة..ونشوه كل من عملوا عليها وفيها..
علينا أن نفكر بهدوء وواقعية وعلمية وأن نقيّم الأشياء بعيداً عن سوء النية ..فالفكرة رائدة وما انجز حتى الآن يمكن مواصلته والخروج من الحالة القائمة الى حالة تخدم المشروع فالطريق ما زال مفتوحاً الى الأمام..
لا يجوز للبعض ممن لا يعلمون او من غير المهتمين أن يقطعوا الفتاوى وينشروا الاشاعات لضرب كل مشروع ومبادرة وفكرة لأننا ان استمعنا لهم ولرغبتهم في المنافسة غير الشريفة وتصفية الحساب فان حالنا ستكون «كالمنبت الذي لا ظهراً أبقى ولا مسافة قطع»..
ما يهمني هو أن يستمر المشروع ويرتقي ونذهب به الى الامام وأن لانرميه للمشككين والمرجفين والمتطيرين والقعدة والذين في قلوبهم مرض..
حتى لا نخسر هذه المبادرة الكريمة في السكن الكريم بعيش أراده الملك كريماً !!
لنقيم المشروع كله على قاعدة الاصلاح وتجنب الخطأ واحداث الصواب والاستفادة من دروس التطبيق بنبذ السلبيات وتعظيم الايجابيات..
لنضع عيوننا على المستقبل وحاجة أهلنا للسكن بدل هذه الزوبعة التي يريدها البعض معترضة على سير القافلة..فما تحقق صائب ان واصلناه والتوقف والمراوحة والتشكيك هو الفشل والخسارة «والنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله»..نحيي المبادرة الملكية ولينهض من المخلصين من يخلصها من العوائق بكثير من العمل وقليل من الرطانة التي أخذت تغطي حياتنا!! فالكلام لا يسمن ولا يغني من جوع!!
(الراي)