اللحظة القادمة

تم نشره الأربعاء 11 كانون الثّاني / يناير 2012 09:22 مساءً
اللحظة القادمة
المهندس هاشم المجالي

من اكثر الاسئلة المحيرة في الحياة هو ماذا سيحدث في اللحظة القادمة هذا التساؤل الذي حير الفلاسفة منذ بدء الخليقة .فهو يثير صورة المستقبل الغامضة.
البحث في المستقبليات والخوف من المستقبل يصنعان ثقافتين متضادتين اذ ان علم المستقبليات يعد من العلوم التخطيطية والمعرفية الهامه
ومحاولة استكشاف اللحظة القادمة هي جزء من هذا العلم الهام والمثير للعقل بينما الخوف من المستقبل يقذف بنا بقوة الى مستنقع التقليد الذي يعني السير على خطى الماضي المضمون رغم ان المستقبل ليس مضموناً ابداً فدائماً يفاجئنا بالجديد “المخيف احياناً”.
ربما نذكر الاية الكريمة “ ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير”
اللحظة القادمة التي لا نعلم كيف ستكون شيء معجز في حياتنا هذا الطاريء الجديد دائماً يعزز من خوفنا ويدفعنا للعمل ويحثنا على الاجتهاد ويرفع درجات الحذر لدينا انها ضمن الغير معلوم الذي يحتاج الى تخطيط واستعداد
حتى ان فكرة التنبؤ هي محاولة للكشف عن هذه اللحظة غير المعلومة التي تحشد من أجلها الدراسات وتعد من أجلها الخطط .
فنحن دائماً نقول “ الحذر لا يغني عن القدر “ ان التوقع عاده ما يكون مجدياً اذا كان مبنياً على أسس معلوماتية صحيحة ، ومعتمداً على قراءة وافية لنمط الاحداث والمعطيات التي تسببت فيها رغم قناعتنا انها تظل في منطقة التوقع (اي انه لا يوجد من يقرأ الغيب الا ما صرح به الله لرسله).
ما زلت أري ان البشر يتوقون للتعامل مع المستقبل بشيء من الخوف
وما زلت ارى ان هذه الحالة لن تتغير من حيث المبدأ اي ان الخوف سيستمر لكن قد يكون هناك تبدل في شكل التعبير عن الخوف .
والعِلمُ هذه الايام اتاح لنا فرصة كبيرة لحل كثير من المشاكل قبل وقوعها.
انني ارى ان عجلة الحياة تدور وتتطور بسبب هذه اللحظة التي ننتظرها دائماً ونعيشها دائماً.
لننتظر لحظة جديدة غيرها فعندما مثلاً تسير الحكومة ضد التيار ... فانها كالسباحة ضد التيار فمثلما يُجهد السباح ويصارع الامواج .. عندما يصادفه حظه العاثر بتيار يقع فيه ... فيبذل جهداً كبيراً ويعاني اشد المعاناة ثم سينظر حوله فلا يجد لجهده اثراً وهو لم يبرح مكانه بعد .
والحكومة لا تحمل عصا سحرية يمسك بها الرئيس فيتحول كل شيء الى الافضل في لحظات .
اي ان التيار المضاد هو الذي يعوق مهمة الاصلاح والنماء والتجديد والتطوير والابداع .
ان اكتشاف الفاسدين وما يبثونه في بيئة الوطن ليس سهلاً فهم محترفون .
يلعبون على كل الحبال .. والامساك بهم ليس عملاً ميسوراً .. اذا اقتربت منهم فانهم يفسدونك .. واذا ابتعدت عنهم فانهم يستهدفونك .. منهم وحوش ترتدي ملابسنا ووجود واحد منهم كفيل بتدمير مجتمع بأكمله تحت عنوان مصلحة الوطن .
وباسم هذه الكلمة ترتكب الكثير من الآثام والخطايا وتهدر الطاقات ويتم التعسف في استعمال الحق وتسلط السيوف على الرقاب .
وتبذل قوى الولاء والانتماء لهذا الوطن في هذا المناخ جهدها للوصول الى اهدافها الوطنية المخلصة،والبحر من حولها مضطرب تعصف به الرياح من كل اتجاه ... وتضيع فيه البوصلة المؤدية للسير فتصطدم بالصخور والعقبات.
ان هذه المعوقات ليست الا حشائش ضارة ينمو بجوارها الزرع على استحياء لذا ينبغي على الحكومة الالتقاء والتكاتف مع كافة القوى الوطنية المخلصة لطرح كافة الحلول ورؤيتهم في كيفية ازالة هذه الحشائش الضارة وتهيئة الارض حولها وتهويتها . وان نبتعد عن النظرة الفردية احادية الجانب .
وليكن النجاح نجاح جماعي .... يشارك فيه الجميع .
حتى وان بدا للآخرين ان الذي يحرز الاهداف هو فرد واحد . ولكن وراء هذا الفرد جهود وقوى وطنية جماعية مخلصة لهذا الوطن ابقاه سالماً معافاً من كل سوء في ظل قيادته الهاشميه الحكيمه.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات