في الظلم والسياسة..رحمك الله يا مطارنة..
في الظلم والسياسة؛ كما الامراض المستعصية تعصر الما وانتشارا، ثم تهدأ فجأءة، يظن الجاهلون في العلم، والحالمون في الامل، والغارقون في الغي، ان الشدة زالت وان الفرج حل، واذ بهم في السكون الذي يسبق العاصفة، الى الهلاك يساقون بما كسبت ايديهم وسوء افعالهم، وتخبط سياساتهم، وبما سطر لهم القدر..
هناك من يمارس الظلم تحت عناوين كثيرة ليس اولها هذا جدي واجتهادي، وليس آخرها حط راسك بين الروس وقل يا قطاع الروس،وبينهما ممن يتفنن ويجد لنفسه الاعذار والمبررات يقنع نفسه بها اولا، ويحاول تمريرها على الناس، والادهى الامر حين يحاول اقناع نفسه بان الله لن يدرك ما في اعماق نفسه جهلا وغيا وتكبرا على الله اوعبقرية توهمها في نفسه ووجد نفسه تغلب خالقها عز وجل وعلا، وما علم او ربما تغافل ان الله علام الغيوب، وانه بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ..
وهناك من يمارس السياسة اليوم بمفهوم الغزل والايحاء وصبوا الشاي وصبوا القهوة والله حيهم وصور يا مصور...ظنا منه (وان بعض الظن اثم ومتاهة ايضا) ان القوم جاهلون بالسياسة، غارقون في دراويشهم ( جمع درويش )، اجهدهم التهجد وطول التسبيح، وان استرضائهم اقصر الطرق واسهلها، وانهم في احسن الاحوال لن يدركوا ما كان يرمي اليه من تقطيع الوقت واطالة حكومته الا بعد ان يكون قد غادر الدوار الرابع باتجاه الثالث او الخامس او مشاريع ابن الحريري... اوجسر عبدون الذي كلف عشرات الملايين التي كان بالامكان ان تطعم عشرات الالاف من الافواه الجائعة..؟!
هناك من لا ينظر الى اكثر من ارنبة انفه، او ربما يزيد اكثر ليطيل عمر حكومته وجلوسه على الكرسي، ولا يلتفت بل لا يفكر ان يلتفت الى اين يبحر المركب، وكيف يسير، وهو يعلم ان البحر هائج مائج والرياح عاتية كاسرة، تحتاج الى حمل فوق الاحمال وتحمل للمسؤولية اعظم، وليس سلم ودير ظهرك..؟!
غادرنا احمد المطارنة ابن الاردن وريفه الاشم، الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، الى دار الحق باختياره، ليوصل رسالة كتبها بنفسه، ان الفساد وحيتانه الذين حققوا مكاسب على حساب الوطن واكلونا احياءً هم العنوان، وبهم نبدأ ، وهم الذين يقفون خلف فقرنا وجوعنا وبطالتنا وغربتنا ومصائبنا.. ولم يعد هناك مجال للاجتهاد والتردد ومسك الخواطر .. فهل نصحو ام ننتظر القادم المجهول الذي لا نعرف عناوينه..
ورحمك الله يا احمد المطارنة والهم اهلك الصبر والسلوان ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.