قرابين فلسطينية في المذبحة السورية

تم نشره الخميس 12 كانون الثّاني / يناير 2012 01:48 صباحاً
قرابين فلسطينية في المذبحة السورية
ماهر ابو طير

 
 

 

إذا انهار النظام السوري فإن اول من سيدفع ثمن هذا الانهيار هم فلسطينيو سوريا،كما جرت العادة في العالم العربي،فالفلسطيني في أغلب الحالات يذهب فرق حسابات.

السبب في ذلك بسيط،فالتنظيمات الفلسطينية في دمشق كلها تتلقى دعما ماليا وسياسيا وعسكريا من النظام السوري،والتحشيد في مخيمات الفلسطينيين في سوريا هو لصالح النظام،وكذلك الامر في لبنان،هذا مع اقرارنا بأن النظام السوري قصف مخيما في اللاذقية،لاعتبارات محددة،لكنه لم يشهر العداوة تجاه فلسطينيي سوريا،حتى الان،لان النظام يعتبر نفسه وكيل القضية الفلسطينية.

المعارضة السورية،والغاضبون من الشعب السوري يعتبرون فلسطينيي سوريا،مصطفين مع النظام ضدهم،لا لشيء،الا لان اغلب التنظيمات هناك مصطفة مع النظام،وهذا يعني ان اول ذبائح مابعد انهيار النظام السوري سيكون الفلسطينيين في سوريا،والذي يتابع يعرف ان هناك تهديدات تصل منذ هذه الايام،وان خطط شرب الدم تبدأ بالشعب الفلسطيني.

هذه هي المصيبة،اي ان يأتي احدهم ويقدم نفسه باعتباره الوكيل عن الشعب الفلسطيني،ويقبض الثمن من نظام الاسد،لكنه يترك الفاتورة الاكبر،معلقة،وسيدفعها الفلسطينيون في سوريا،ولربما في لبنان ايضا.

حدث ذات الامر ابان احتلال العراق للكويت،اذ جاء بضع عشرات من عناصر جبهة التحرير العربية،وهي تنظيم بعثي فلسطيني،ودخلوا مع القوات العراقية الى الكويت،وعاثت فسادا،وشاركهم بضع عشرات من فلسطينيي الكويت،فجاءت الفاتورة ليدفعها نصف مليون فلسطيني في الكويت،حلت عليهم اللعنات،باعتبارهم خانوا الامانة والعشرة.

حدث هذا لان نفرا منهم سرق تمثيلهم وتوكيلهم،وقال للعالم ان الفلسطينيين مع احتلال الكويت،بالرغم من آلاف الامثلة الاخرى التي قدمت الفلسطيني في الكويت مصطفا مع شعب الكويت ابان الاحتلال،الا انها ذهبت ادراج الكراهية،لان الانموذج الشاذ هو الذي طغى،ولان صور بعض الرموز المؤيدة للاحتلال هي التي بقيت.

بعد ان سقط نظام صدام حسين،دفع الفلسطينيون الثمن مرة ثانية،لان العراقيين من معارضي صدام حسين اعتبروا ان فلسطينيي العراق مؤيدون لصدام،ولانهم كانوا يحظون بدلال من الحكم العراقي آنذاك،فتم ترحيلهم واخذ بيوتهم،وطردهم،والتنكيل بهم بوسائل عدة،وهكذا دفعوا الثمن مرتين،مرة في الكويت،ومرة في العراق،على خلفية واحدة.

ماذنب الفلسطيني العادي حتى يؤخذ بجريرة تصرفات السياسيين والتنظيمات؟ولماذا تعجز الدول العربية عن بعضها،فيبحثون عن الناس العاديين للانتقام منهم؟وهكذا يتمرجل اغلب العرب على الفلسطينيين،باعتبارهم الحيط الواطي في العالم العربي،باستثناء دول قليلة تعاملت مع الفلسطيني وقضيته باحترام وحنو وتقدير لاينكره أحد.؟!

دعونا نستذكر حادثة مخيم عين البارد،فمن اجل عشرات المطلوبين من تنظيم فتح الاسلام تمرجلت السلطات اللبنانية والجيش اللبناني على عشرات الاف اللاجئين،فهدمت المخيم على من فيه،وهجرت عشرات الالاف،فلا تجد بطولات عربية الا بين العرب انفسهم،وعلى بعضهم،او يبحثون عن الضعفاء من اي دولة ذبيحة ويتمرجلون عليهم.

نقول للشعب السوري،وللمعارضة السورية،ان الشعب الفلسطيني في سوريا،ليس له علاقة تحالف مع النظام السوري،ولا يقبلون ذبح السوريين،ولايريدون التدخل في اي شأن عربي داخلي،واي متاجرة باسم فلسطينيي سوريا،او مخيمات الفلسطينيين،على يد الفصائليين والرموز المستفيدة،متاجرة يتحمل مسؤوليتها هؤلاء فقط،دون جر المخيمات وعوام الناس الى هذه المواجهة.

اذا شارك فلسطينيون فصائليون في اي عمل ضد الشعب السوري،فعليهم ان يتحملوا النتائج وحدهم،اما عموم الفلسطينيين،فلا دخل لهم ولاعلاقة لهم،بكل العلاقات المالية والامنية والسياسية التي تجمع النظام السوري ببعض الفصائل،ومن هنا يقال ان فاتورة مايجري في سوريا يجب ان تبقى سورية،دون مرجلة على اطراف اخرى.

الفلسطيني في الحالة السورية،ملعون في كل الحالات،اذا تضامن مع النظام لعنهم اعداء النظام،واذا تضامن مع الشعب السوري،لعنهم ذات النظام،واذا جلسوا في بيوتهم حيادين،حلت عليهم اللعنات من كل الاطراف،لان الكل يريد اختطاف ذات فلسطين وقضيتها في معمعة الحروب الاهلية والصراع على السلطة والبحث عن شرعيات.

رسالة الى رموز تنظيمات الشام الفلسطينية:ارحموا فلسطينيي سوريا،ولاتجروهم الى المحرقة السورية لأجل عيون السادة في دمشق الرسمية.(الدستو ر)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات