علاقة الأردن بالنظام الهاشمي..علاقة الجسد بالروح !

تم نشره الخميس 12 كانون الثّاني / يناير 2012 02:02 صباحاً
علاقة الأردن بالنظام الهاشمي..علاقة الجسد بالروح !
سلطان الحطاب

- ماذا يريد أصحاب الحراك أو الحركات الاجتماعية أياً كانت توجهاتهم وانتماءاتهم..وهل الدفع بإتجاه هذا الحراك والاشكال التي يتخذها بعضهم يقوي البلد والدولة أم يضعفهما؟ هل يصب في المصلحة الوطنية ام يؤذيها؟ هل يعجل بالاصلاح المأمول الذي يتبناه الملك أم يخلط الأوراق فيه ويفرغه من مضمونه؟ وهل الحرب على الفساد بالطريقة القائمة التي فيها كثير من التسيس والانتقائية والاعلام والتشهير على حساب البعد القضائي ينجز انتصاراً على الفساد أم انه يشوه صورة الدولة ويُهرب المستثمرين ويغتال الكثير من الشخصيات ويحشر الصالح والطالح في مربع واحد يكون الفاسدون فيه أكثر قدرة على مغادرته والهروب منه..
ما الذي نريده؟ هل تلاحظون أن بلدنا ان استمر ما يجري يضعف، وأن الدولة تتراجع، وأن أدواتها في تطبيق القانون لم تعد كما كانت بسبب ارتخاء عضلاتها؟ هل هو الربيع العربي الذي انتظرناه والذي وصفه الملك بالفرصة المواتية سيكون في خدمتنا أم لقوى أخرى اندست في الربيع وتريده شيئاً آخر مقلوباً ينقلنا الى فراغ مسمم..
لماذا السكوت على عدم تطبيق القانون والتعديات عليه وتجاوزه واختراقه سواء في المسائل الصغيرة أو الكبيرة فالذي يسرق بيضة يسرق جملا والذي يخالف القانون في اقتحام قاعة التوجيهي وتسريب الأسئلة والاجابات بالقوة أمام الشرطة والهيئات المعنية بالرقابة هو تماماً كمن يعتدي على المال العام أو يرتكب قضية فساد كبيرة بحجم تلك التي تبحث فيها هيئة مكافحة الفساد الآن!!..
أخشى من استمرار محاكمة الفساد عبر وسائل الاعلام وفي أروقة السياسيين وأخشى أن تتحول الحرب على الفساد الى وجبة سياسية يومية يجري فيها سد جوع المحتاجين للاصلاح بطريقة خاطئة فتدور العجلة ولا تتوقف وحين تزداد المطالبة بمحاربة الفساد يُلقي المطالبون بأسماء غير فاسدة أو لم يستكمل التحقيق معها أو ادانتها من أجل التسكيت أو كسب الشارع أو ابعاد نظره عن القضايا الأكثر جوهرية..
في مصر ينجح الجنزوري الآن لأنه فصل بين محاكمات الفاسدين من جماعات مبارك وترك للقضاء أن يعمل بهدوء في محاكمات يقررها القضاة ويحرص الشعب على استمرارها ونتائجها فهناك من هو معها ومن هو ضدها في حين تنصرف حكومة الجنزوري الى العمل اليومي الصعب في جعل حياة المصريين أقل تعقيداً بتوفير العمل والعلاج والتعليم وتسيير الحياة اليومية والتطلع الى الأمام في جذب الاستثمار والمستثمرين وتشغيل المشاريع المعطلة والمتوقفة..
علينا هنا أن ننظر الى الأمام وأن نفك اشتباكنا مع الماضي حتى لا نصبح رهائن له..ففتح ملفات سنوات بعيدة ماضية لا يجدي اذا كان الهدف الهاء الناس وصيد المزيد من القضايا والصاق الفساد بها..»فالاسلام يجبُّ ما قبله» وما قبل 25 يناير الماضي بداية الربيع العربي الحقيقي هو غير ما بعده..وفي الاسلام قيل «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً» فالرسول الجديد لمحاربة الفساد اذا جاز التعبير هو بداية الربيع العربي..
فلنبدأ ولا تأخذنا العزة بالاثم فنمعن في اجراء عمليات جراحية في جسد اقتصادي واجتماعي منهك..
بعض القوى تريد اظهار الاردن فاسداً وتريد نشره على الحبل لاشباع رغبة البعض ممن لن يستفيدوا سوى سماع القصص..ومواصلة الندب فنشبعهم سباً ويودون بالاستقرار..
والبعض يريد أن نواصل جلد انفسنا وأن ننصرف كلنا لمحاربة الفساد بالاسلوب الذي لا اعتقد أنه يوصل الى النجاة..وعلى طريقة «والنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله»..هناك لغة نشاز متمادية تصاحب معركة محاربة الفساد من أطراف «ترفع المصاحف على أسنة الرماح» وتتاجر «بقميص عثمان» في هذه الحرب التي لا نعرف مداها أو حدودها سوى مزيد من الضعف وضرب مؤسسات اقتصادية وتخويفها وشيطنة القطاع الخاص ومحاصرته وتخويفه وتهريبه..
ما يجري يضعفنا وينال منا ويضعف الولاء والانتماء للبلد بدل أن يزيده..فمن هو الراضي الان ولصالح من تقوم الكثير من الممارسسات..هل لرضى الشارع؟ وأين يبدأ الشارع وينتهي ومن يمثله؟.. ام لرضى اطراف محددة؟ ومن هي هذه الاطراف؟ وماذا يرضيها؟ ولماذا سيجري ذلك؟..
يجب ان يفهم الكثيرون ان علاقة الاردنيين بالنظام علاقة مصيرية وهي علاقة البرغي المبشوم بالجسم اذ لا يجوز فكه والا ضرب الجسم كله وعطب.. (الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات