المكتبة الإلكترونية

- عندما استلم وزير الاتصالات حقيبته الوزارية, سمعته يتحدث عن مشروع رائد كبير, يريد أن يطبقه على المدارس الأردنية, مما يبشر الطلبة بأن يحلموا بمستقبل أسهل, فبدلاً من أن يحمل الطالب حقيبة مليئة بالكتب والدفاتر التي تقصم ظهر التلميذ, وتؤدي إلى تقوس في عموده الفقري أو إلحاق الأذى بعظامه الطرية, كل ذلك يمكن أن يستبدل بلوح إلكتروني خفيف, يحوي جميع الكتب المنهجية كما يصلح بدلاً من كل الدفاتر من أجل الكتابة وحل التمارين أو الرسم وكل الأعمال الدراسية.
هناك تجارب ناجحة في بعض الدول الآسيوية, كما أن هناك محاولات للبدء بتطبيق هذه التجربة في بعض المدارس ولبعض الصفوف, والنتيجة ناجحة ومشجعة, وهي بالمناسبة ليست ذات كلفة, بل كما يقول الوزير انها توفر على الخزينة تكاليف طباعة الكتب, وما يتعلق بتلك المهمة من مصاريف نقل واستيراد ورق ومخازن وجهود شخصية وادارية عديدة.
اعتقد أن التجربة تستحق الاهتمام والتشجيع, ولا بد في هذا المقام لدى وزير الاتصالات السيد باسم الروسان من تشجيع مثل هذه الأفكار والابداعات التي ينعكس أثرها ايجاباً على المجتمع وعلى الأجيال, وهنا يمكن أن تسجل الحكومة في صفحتها هذا الإنجاز, الذي يجعل الطلاب أكثر مهارة, وأعمق صلة بالموضوع باستعمال الأدوات الحديثة, بما يوفر الجهد والمال ويحافظ على صحتهم بالدرجة الأولى.
العوائق التي تحول دون تطبيق هذا المشروع, ليست كبيرة ويمكن التغلب عليها, إذا وجد التعاون الفاعل والمستمر بين الوزارات المعنية وبين القطاعات المختصة, كما يمكن للمصارف أن تبذل جهدها في التسابق نحو حمل هذا المشروع وتمويله.0