(سماجة) اقتصادية

- أصدر أحد أكبر البنوك الدولية تقريراً قدم فيها توقعات عن وضع اقتصادات العالم سنة 2050 أي بعد حوالي أربعين سنة, وقد خص التقرير الأردن بتوقعات مبهجة منها اننا مع الشقيقة مصر سنكون الاقتصادين الوحيدين في المنطقة في فئة الأكثر نمواً في العالم, ومنها أيضاً ان دخل الفرد الأردني سيرتفع من 2500 دولار الآن الى 11300 دولار واننا سنحتل المرتبة 79 في قائمة الاقتصادات الأقوى عالمياً.
على الصعيد الشعبي, وفي هذه الظروف بالذات, سوف تصنف هذه التوقعات في سياق "رش السكر على الموت". إن التقرير ينسجم مع الدعوات الى انتظار "طلوع الحشيش" التي تتكاثر هذه الأيام, ومن المفارقات أن البنك الذي أصدر هذا التقرير, أعلن قبل أسابيع نيته إغلاق بعض فروعه في الأردن, وهو ما يعني انه غير مستعد للانتظار معنا حتى "طلوع الحشيش". ولكن من يدري? فربما يتركز النمو المنتظر في قطاع "حش الحشيش" بالذات, ويكون البنك قد أضاع فرصة حقيقية.
قد يصنف مقالي هذا, خاصة عنوانه "سماجة اقتصادية", في سياق التهكم الجاهل على تقرير أعده علماء اقتصاديون كبار, ولكن من قال أن علم الاقتصاد يخلو من "السماجة" حتى وإن كانت علمية?
إن التوقعات في علم الاقتصاد عموماً, خاصة على المدى المتوسط والطويل, تستند الى تصميم نموذج يتحرك وفق عناصر أو متغيرات, ولا يتمكن الاقتصادي من تقديم توقعاته إلا عند تثبيت بعض العناصر التي يختارها وهناك عبارة شهيرة عند مدرسي الاقتصاد تقول "مع تثبيت باقي العناصر" وهم يكررونها بمنتهى البرود, ولا يجوز لك أن تحاسب الاقتصادي إلا وفق نموذجه ووفق طريقته في تحريك وتثبيت العناصر, وهو ما يندرج من وجهة نظر شعبية في سياق "السماجة".(العرب اليوم )