جدوى استمرار التفاوض مع نتنياهو!

- يواصل نتنياهو رئيس الحكومة اليمينية الاسرائيلية الهروب الى الامام من استحقاقات اي عملية سلام ناجحة ويستبدل العمل من الجزرة الى العصا ويعمل على معاقبة الرئيس محمود عباس بعدم تجديد تصريح حركته داخل الاراضي المحتلة ومنها الى الخارج وبالعكس ويختصر مدة التصريح الذي تم تجديده بعد جدل وتدخلات عديدة الى شهرين ليضمن موافقة الرئيس عباس على قبول تمديد المهلة التي تنتهي في 26/1 الى نيسان..
نتنياهو الذي لم يجد أحدا «يرده» ولذلك «تفرعن» كثيراً وأصبح الحاكم الناهي ليس في اسرائيل وانما في عملية التفاوض وحتى على الرباعية الدولية واطرافها العديدة وعلى رأسها الولايات المتحدة وحتى الامم المتحدة..فتصرف كما يريد وقرر ان يكسر ارادة المجتمع الدولي وارادة الفلسطينيين والعرب طبعا بتمديد المهلة واعتبار بدء مفاوضات عمان هي البداية لثلاثة اشهر أخرى ليس على قاعدة أن يستجيب لمطالب الفلسطينيين في بحث اقامة الدولة الفلسطينية ابتداء من قضيتي الأمن والحدود ومروراً بقضايا الوضع النهائي الأخرى في القدس والاستيطان والمياه..وانما ايضاً مطالب الرباعية في أن يكون للمفاوضات مضمون وان لا تكون مفاوضات من أجل المفاوضات..
نتنياهو وحكومته بلغ بهم التعنت حد ان ردوا على مطلب الفلسطينيين في لقاءات عمان التي سميت بالاستكشافية بـ (21) نقطة تكرس الاحتلال وتؤيده وتجعل منطقة الغور منطقة اسرائيلية دائمة لا تدخل الى التفاوض ولا يقع فيها انسحاب كما تجعل القدس جميعها موحدة تحت العلم وفي قبضة الاحتلال الاسرائيلي وتغلق التفاوض على قضايا الوضع النهائي الاخرى ولا تقر بدولة فلسطينية مستقلة وانما منزوعة السلاح ومفتتة وغير محددة المعالم..أي ان اسرائيل بردّها واستمرار استيطانها وشق الطرق ومصادرة الاراضي وهدم البيوت وتهويد القدس وأسرلتها تكون قد ألغت مفهوم الدولتين عملياً لتصبح امكانية اقامة الدولة الفلسطينية غير ممكنة وبالتالي على الفلسطينيين أن يبحثوا عن بديل حددته اسرائيل سلفاً باستمرار الوضع الراهن وعدم الخروج منه وطلب التفاوض على اساسه...
هذا الوضع لم يهن حتى على بريطانيا عضو اللجنة الرباعية التي يزورها الرئيس عباس، يأتي صوت منها يدين الموقف الاسرائيلي ويتجاوز الموقف العربي الصامت حين يصف نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج الشخصية الديموقراطية الليبرالية الاستيطان الاسرائيلي «بأنه عمل تخريبي»..يلحق «الضرر بعملية السلام «ويهدد حل الدولتين»
ماذا بقي اذن؟..ولماذا بيع المزيد من الوقت للحكومة الارهابية الاسرائيلية التي تعيش احسن أوضاعها الداخلية من خلال ابتزاز الفلسطينيين والعرب لصالح تيار اليمين الذي يريده نتنياهو ان يرضى عليه..ولتذهب كل المواقف الاخرى بما فيها الدولة للجحيم..
نتنياهو الذي استفاد من لقاءات عمان وأعاد انتاجها لتسمح له بتقديم تصوراته اليمينية للحل أراد أن يركبها ليكسر المهلة المقرر انتهاؤها في 26/1 وتمديد ذلك ليظهر للعالم ان الفلسطينيين هم من يرفض التفاوض بل ويزيد على ذلك ان يضحي بادعاء أنه يريد التفاوض وأنه على استعداد الى الذهاب الى رام الله لملاقاة الرئيس عباس دون ان يذكر لماذا يريد أن يلتقيه وهل في اللقاء شيء غير تسويق وبيع الصورة التي تلتقطها الكاميرات عن اللقاء، كما بيعت الصور الملتقطة في عمان لصائب عريقات واسحق مولخو للمحافل الصهيونية واليهودية والدولية أن كل شيء تمام وأنه لا داعي لأي مطالبات خارج اللقاءات وان المطالبات قد غادرت الشرط الفلسطيني في وقف الاستيطان بدليل ان اللقاءات عقدت وستتحول من مرحلة الاستكشاف الى المفاوضات التي لا سقف لها.. نتنياهو يعاقب الرئيس عباس شخصياً بسحب تصريحه والتحكم في تمديده، يعاقبه لذهابه شاكياً الى الامم المتحدة وحيث أصر على ان تكون قراراتها هي المرجعية وعلى مواقفه المتمسكة بمضمون للمفاوضات..والسؤال الذي يطرح نفسه اذا كان نتنياهو لا يؤمن حتى بحرية فردية وشخصية للرئيس عباس في التحرك من أجل قضية شعبه ويهدده وكذلك أعضاء من قيادته بتصريح الحركة فكيف سيؤمن بحرية للشعب تحت الاحتلال؟..واذا كان الرئيس عباس قد أدرك في تصريحاته لعبة خض الماء ولعبة العصا والجزرة في احساسه بصغر المهمات التي يحشر بها وقوله أين هي السلطة الفلسطينية؟ فهل تستمر اللعبة؟..ومن ينقذها من استهداف نتنياهو..؟
(الراي)