أهداف التصعيد الإسرائيلي ضد حماس

تم نشره الأحد 22nd كانون الثّاني / يناير 2012 12:42 صباحاً
أهداف التصعيد الإسرائيلي ضد حماس
عريب الرنتاوي

- مساران متلازمان يتخذهما التصعيد الإسرائيلي ضد حركة حماس هذه الأيام: غارات شبه يوميه وأعمال قتل واغتيالات متواصلة في قطاع غزة، واعتقالات في الضفة الغربية شملت الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والنائب خالد طافش عن حركة حماس، وسط توقعات باتساع نطاقها لتشمل قيادات أخرى...وبالتوازي مع هذين المسارين، الأمني والعسكري، واصلت تل أبيب مسار التصعيد السياسي ضد الحركة المُتهمة بتخزين ترسانة عسكرية متطورة، وتدريب جيش من المقاتلين المحترفين في القطاع، على طريقة ما فعله حزب الله في لبنان.

والحقيقة أن إسرائيل ما انفكت خلال الأشهر الفائتة، تقرع طبول الحرب على قطاع غزة، وآخر التقارير في هذا الصدد تقول أن رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي أصدر تعليماته لقواته، بالاستعداد لشن عدوان جديد على القطاع في غضون الأشهر القليلة القادمة، تتخطى في أهدافها وأدواتها وكثافة نيرانها، حرب “الرصاص المصبوب” على القطاع قبل ثلاث سنوات، باعتبار أن القطاع ومن خلفه شبه جزيرة سيناء، قد باتا يشكلان مصدر تهديد جدي وخطير للأمن الإسرائيلي خصوصا بعد سقوط نظام حسني مبارك، وانتعاش ما تصفه إسرائيل بـ”شريان الإرهاب” الممتد من إيران مرورا بالسودان ومصر وانتهاء بالقطاع المحاصر.

في البحث عن الأهداف والنوايا الكامنة وراء هذا التصعيد الأمني والعسكري الإسرائيلي، لا يستطيع المرء أن يفصل ما بين هذا التصعيد متعدد المسارات من جهة، وانتعاش جهود المصالحة الفلسطينية وتحقيقها تقدماً ملموساً من جهة ثانية، لكأن إسرائيل بخطواتها هذه، تريد أن تصب زيتاً على نار الخلافات الفلسطينية، وأن تضيف إليها خلافاً جديداً حول طبيعة الخطوة التالية التي يتعين على الفلسطينيين اتخاذها رداً على التصعيد الإسرائيلي، ولقد بدأنا نلحظ في الحقيقة، انعكاسات هذا التصعيد على المواقف والتصريحات الفلسطينية.

وثمة هدف آخر، لا يقل أهمية عن الهدف السابق، ويتمثل في “التشويش” على التحوّلات التي تجريها حركة حماس على خطابها السياسي، تزامناً مع “ربيع العرب” و”المصالحة الفلسطينية” و”الصعود الإخواني” في المنطقة، وهي تحوّلات ترشّح الحركة للإنفكاك من أطواق العزلة بعد أن بدأت عواصم غربية عديدة بالانفتاح على مستويات مختلفة، مباشرة وغير مباشرة، على الحركة، متجاوزة “شروط الرباعية الدولية الثلاث”.

ومما لا شك فيه، أن إسرائيل بحملات التصعيد الأمني والعسكري ضد حماس، إنما تستهدف عزل الأصوات المنادية بقوة داخل حماس، لتسريع هذه التحوًلات والاستعداد لولوج عتبات مرحلة جديدة، وتمكين الأصوات “المتشددة” من فرض أجندتها على الجدل العام داخل الحركة والساحة الفلسطينية، مستفيدة من مناخ التصعيد الأرعن الذي تمارسه حكومة ليبرمان – نتنياهو، من دون مسوّغ أو مبرر.

وأحسب أن التلويح بحرب جديدة على غزة، ما زال في إطار “التهويل” و”التخويف” و”الابتزاز”....ذلك أن إسرائيل تدرك تمام الإدراك، أن “رصاصاً مصبوباً” جديدا على القطاع المحاصر، ستكون له تداعيات فلسطينية وعربية ودولية، أشد خطورة هذه المرة، وأن إسرائيل ستضطر في 2012 إلى المجازفة بمواجهة مع الشوارع العربية المنتفضة، بخلاف ما كان عليه الحال في العام 2008، عندما تطوعت نظم الفساد والاستبداد للقيام بمهمة قمع الشارع العربي وتطويعه....وسوف يكون لعناقيد الغضب” التي ستلقيها إسرائيل على غزة، وقع مختلف على الرأي العام الدولي، الذي بات أشد حساسية ورفضاً لمثل هذه الجرائم غير الإنسانية.

طبعاً، لا يجوز للمرء أن ينام على حرير الرهانات و”التحليل المنطقي”، فكم من عدوان شنته إسرائيل على الفلسطينيين والعرب، لتكتشف صبيحة اليوم التالي، أن القرار بشأنه لم يكن “عقلانياً”، وأن دوافع حزبية ضيقة ومصالح أنانية لجنرالات تل أبيب وسياسييها، كانت المحرك الرئيس لهذا العدوان أو ذاك، وليس حسابات نظرية الإمن الإسرائيلية ومندرجاتها، الأمر الذي يملي الاستعداد لمواجهة احتمالات حرب جديدة على غزة، وكأنها واقعة “غدا”.

لقد تخطى مسار المصالحة الفلسطينية استحقاق المفاوضات المُستأنفة في عمان...والمؤكد أنه سيتخطى تحديات التصعيد الإسرائيلي، بل ومن الواجب أن يكون هذا التصعيد حافزاً إضافياً لتسريع جهود استعادة الوحدة وإعادة بناء المنظمة وإتمام المصالحة الناجزة...هذه هو الرد الأسلم على “المُداخلة” الإسرائيلية الدامية و”المُفخخة”.(الدستور )
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات