(ربط) القضية الفلسطينية قبل (حلها)

- من الدارج أن يعلن كثيرون حرصهم على إيجاد "حل" للقضية الفلسطينية, ويتحدثون عن وجود أكثر من صنف من الحلول, منها العادل والشامل والنهائي والمرحلي والمؤقت...الخ.
يحصل هذا مع أنه بقدر من التدقيق يتبين أن القضية الفلسطينية جرى لها قدر كبير من "الفرط" و"الحلحلة" وليس فقط الحل, وان المطلوب هو "ربط" تلك القضية, أو بالأصح إعادة ربطها كقضية تحرر وطني من المحتل.
منذ مؤتمر مدريد والكل يجرب حظه في حلحلة العقدة الرئيسية في تلك القضية وتحويلها الى عقد صغيرة متناثرة, وتذكرون مثلاً العناوين التي سيطرت خلال عقد التسعينات على تناول القضية:
انسحاب اسرائيلي أم إعادة انتشار, وهل السلطة هي حكومة كاملة المواصفات أم أنها مجرد سلطة إدارة ذاتية, وهل وزراءها هم وزراء حقيقيون أم مجرد حاملو حقائب, وهل الرئيس الفلسطيني هو رئيس كباقي الرؤساء, وهل تحل قضية القدس قبل المستوطنات او بعدها, ومن يفتش جوازات السفر على الحدود, ومن يمنح التصاريح , وكيف تجري المحاسبة الضريبية, ومعنى الصلاحيات في المناطق أ, ب, ج التي قسمت إليها الضفة والقطاع.
وبعد انتفاضة عام 2000 تواصلت الحلحلة الى عناوين أكثر فرعية مثل حدود ما قبل الانتفاضة واجراءات ما بعد الانتفاضة, ثم اتفاق طابا وورقة كلنتون وتقرير ميتشيل وتفاهمات تينيت والمبادرة العربية وبنود إعلان بوش وبيان واي بلانتيشن, ثم مداولات الرباعية وخارطة الطريق وورقة عبدربه - بيلين ومقررات شرم الشيخ...الخ.
كما ترون القضية الفلسطينية "محلولة" كثيراً, والمطلوب اعادة ربطها كقضية تحرر وطني.(العرب اليوم )