القدس تستحق أكثر!
- نضع أمام وفد منظمة التعاون الاسلامي عرض الحال فيه ان القدس ما زالت تحت الاحتلال، وما زالت في الحصار، وما زال الاحتلال يمثل في جسدها الطاهر تنكيلاً ..هدماً للبيوت ومصادرة للأرض وبناء للمستوطنات وشقاً للطرق وتغييراً للمعالم بالتهويد والأسرلة وأشكال أخرى مختلفة لعزل القدس عن امتدادها الجغرافي والتاريخي والحضاري..وعمل منظم للتسلل الى الحرم القدسي وتغيير لجسر باب المغاربة ..
القدس اليوم يذوي جسدها العربي الاسلامي والمسيحي الاسير وتُفكك اجزاؤها وتستبدل كل قطعة فيها بأخرى لتصبح غريبة عن واقعها ومحيطها وكأنها ليست مدينة الاسراء والمعراج والارض التي بارك الله حولها..وكأنها بلا أهل أو هوية وطنية او اتباع أو مريدين؟
حكومات اليمين الاسرائيلية التي اصبحت تتعاقب على الحكم في اسرائيل تجعل شعارها الان ضم القدس وجعلها عاصمة موحدة لاسرائيل وتتنافس في هذا المجال أيها يفعل أكثر ويستعجل أكثر في طمس هوية القدس العربية-الاسلامية ومصادرتها..
اليوم يحضر اسم القدس في عمان من خلال لقاء منظمة المؤتمر الاسلامي ممثلة برئيسها الدكتور كمال الدين اوغلوا ومجموعة من العلماء والمفكرين والباحثين والمسؤولين في المنظمة..وهي فرصة لتذاكر وضع القدس ومعاينته عن قرب فالملتقون هم على بعد كيلومترات من ثرى القدس الطهور ولو أنهم صعدوا على مرتفع في أطراف عمان او جبال السلط لرأوا مآذنها ولو أنصتت فيهم البصيرة لسمعوا آذان مساجدها واصوات اجراس كنائسها..
الحاضرون للحديث عن القدس وما يواجهها من مخاطر سيتمكنون من رؤية حجم الالم الذي يعتري وجه الملك وهو يتحدث لهم عنها او يستمع منهم عن رأيهم..فالقدس ما زالت حاضرة في وجدان كل الاردنيين وما زالوا يؤمنون بضرورة ان تعود حرة محررة بعيدة عن الرجس وقبضة الاحتلال..
القدس تحتاج اكثر فالتشخيص عن حالتها مفجع وخطير ولا يكفي لعلاجها ما يقدم وما يجري الحديث عنه وقد يكون اللقاء فرصة لاطلاق رسائل واضحة الى زعماء الامة على اختلاف مستوياتهم وادوارهم وامكانياتهم، والى قادتها ومثقفيها واحرارها وشبابها والى الشارع العربي الذي بدأ يتنفس ويطلق اشارات الحيوية والعودة الى دور في تشكيل القرار والرأي العام..
والسؤال ونحن نقول «اجعلوا مع دعائكم قليل من القطران»!!
أين الأموال التي رصدت للقدس منذ احتلال شرقها في عام 1967 ومنذ حرق المسجد الاقصى في آب من عام 1968 ومنذ الانتفاضة الأولى وحتى الثانية ومنذ بدأت المخططات الاسرائيلية تلتهم ارض القدس وبيوتها وتحاصر وتقتلع أهلها..أين دينار القدس؟ أين الملايين التي خصصتها القمم العربية المتعاقبة للقدس ولصندوق المسجد الاقصى؟ أين دعم صمود أهل القدس المهددون بالاقتلاع والتبديد والسجن والتصفية العرقية؟ أين مدارس القدس ومعاهدها التي بدأت تجف ويتسرب الطلاب منها لينتشر في اروقتها المخدرات وتتحول الى ثكنات للجنود والى أسيجة واغلاق ومناطق محظورة الدخول؟ أين مقابر القدس الاسلامية وابرزها مأمن الله التي حولها المحتلون الى مساكن لليهود القادمين والى متنزهات واماكن ترفيه وبارات ومراقص؟..أين الاموال لمنع مصادرة بيوت القدس وبناء بيوت فيها لايواء أهلها المهدمة بيوتهم أو الذين لا يتمكنون من البناء بسبب المخططات الاسرائيلية الجائرة والضرائب الثقيلة بدءاً من ضريبة الارنونة وغيرها مما تتفتق عنه عقلية الاحتلال..
القدس بحاجة الى مساعدات اكثر والى عمل اكثر لانقاذها والى جدية اكثر في الدفاع عنها و ربطها باتباعها العرب والمسلمين والى تأكيد هويتها والى فضح سياسات التهويد والأسرلة ووقفها وخوض كل المعارك السياسية والدبلوماسية وغيرها في المحافل الدولية..
ينهض الاردن بواجب في القدس..في رعاية مقدساتها ومحاكمها ومدارسها الشرعية منذ احتلالها وهذه المسؤولية تتعاظم فهل هناك من يضع كتفاً ويتحمل ايضاً من العرب والمسلمين فما يقدم لا يكفي ولا يفضي للخلاص ولا يليق بالقدس مكانة ومقدسات واهمية
أخيرا وقفيتان واحدة في القدس عن الامام الغزالي واخرى عن الرازي في عمان هديتان جميلتان لمناسبة جميلة لعيد ميلاد الملك الخمسين..فليكن ذلك بداية السطر وجرعة ماء تذكر بالقدس العطشى لكل شيء..لأهلها ومدارسها وجامعاتها ومساجدها وشوارعها ..
القدس مكان التحدي الاول فيها يعيش السلام أو يموت كما يقول الملك الراحل الحسين..منها يبدأ وفيها ينتهي والحفاظ عليه لا يكون الا بالقوة التي ترد الهجمة العدوانية الاسرائيلية وتمنع اقدامها من استمرار دوس ثرى القدس الطهور وتلويثه. (الراي)