هل اختفى القطاع العام؟

تم نشره الخميس 26 كانون الثّاني / يناير 2012 12:47 صباحاً
هل اختفى القطاع العام؟
د. فهد الفانك

- هناك مجموعة لا يستهان بها من النشطاء المسيسين يعتقدون أن القطاع العام الأردني تمت تصفيته، وأن ممتلكات الشعب الأردني بيعت بتراب المصاري، وهم يدعون لتكبير القطاع العام، بل إن بعضهم لفظ كلمة (تأميم) التي أقل ما يقال فيها أنها لا تطمئن المستثمرين، سواء كانوا أردنيين أو عرباً أو أجانب.
لهؤلاء نقول إن موازنة الدولة تشكل ثلث الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل موازنات الوحدات الحكومية المستقلة سدسه، فإذا أضفنا موازنات الجامعات الرسمية والبلديات والبنك المركزي فإننا نصل إلى نتيجة مذهلة هي أن القطاع العام الأردني يتصرف بأكثر من 55% من الناتج المحلي الإجمالي، ويستخدم أكثر من نصف العمالة الأردنية، ولا ينتج فيما عدا الرواتب سوى 14% من الناتج المحلي الإجمالي، انخفضت إلى 7% بعد التخاصية.
القطاع العام ضروري، وله دور أساسي لا ينكره أحد، وهو موجود بقوة زائدة وبنسبة عالية لا تدانيها سوى نسبة القطاع العام في الدول الاشتراكية والبترولية، وليس سراً أن كفاءة القطاع العام متدنية وخاصة عندما يطلب من سياسيين أو بيروقراطيين أن يديروا شركات صناعية أو تجارية.
الفرق بين كفاءة وإنجازات القطاعين يمكن معرفته من المقارنة بين مستشفيات الحكومة والمستشفيات الخاصة، وبين مدارس الحكومة والمدارس الخاصة، بين خسائر وعجز وإسراف وترهّل الجامعات الرسمية وأرباح ونجاح ورشاقة الجامعات الخاصة.
في بلدنا ردة سوداء ضد تاريخ البلد وإنجازاته وواقعه. فأصحاب الأصوات العالية يطالبون بمراجعة كل ما تم ونسفه باعتباره فساداً تم على أيدي فاسدين.
نعم الفساد موجود في جميع بلدان العالم بأشكاله الكبيرة والصغيرة، وعلى درجات متفاوتة، وهو يستحق أن يحارب بدون هوادة، ليس كظاهرة فقط بل كأشخاص أيضاً، لأن الفساد بحاجة لفاسدين. لكن هذا شيء وإدانة الجميع بشكل كاسح شيء آخر.
 مر وقت كانت الحكومات الجديدة تقول أنها ستبني على إنجازات الحكومات السابقة بشكل تراكمي، وأصبحت الحكومات الجديدة تقول، تحت ضغط أصحاب الأصوات العالية، أنها ستلغي وتعيد النظر في كل ما قررته الحكومات السابقة، وتحل محله قرارات جديدة صحيحة، مع أن حكومة قادمة ستلغي ما توصلت إليه من قرارات (صحيحة) وتبدأ مرة أخرى من نقطة الصفر. (الدستور)


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات