عن الربيع العربي الاسلامي

تم نشره الأحد 29 كانون الثّاني / يناير 2012 04:44 مساءً
 عن الربيع العربي الاسلامي
النائب جميل النمري

- النتيجة المنظورة من الربيع العربي حتى الساعة وبعد انتخابات تونس ومصر والمغرب هي فوز الإسلاميين. والبعض يرى في ذلك مبررا لتنفيس الحماس بل والكف عن دعم الثورات في بقية البلدان العربية، باعتبار إنها في الجوهر إطاحة أنظمة لمصلحة نظام آخر ليس أكثر عصرية  وديمقراطيه بل العكس، وأن الإخوان المسلمين يتهيئون لمتابعة الزحف واستلام الحكم في بلدان أخرى في مقدمتها سوريا، ويغطون على أجندتهم الحقيقية غير الديمقراطية بالكلام المعتدل بينما يعقدون التفاهمات مع الولايات المتحدة الجاهزة براغماتيا لصفقة كبرى معهم.

 


الحقيقة الأولى أن الثورات العربية كانت انتفاضات شعبية أصيلة ديمقراطية بالكامل لم يقم على قيادتها أي طرف ولم تحمل أي محتوى أيدلوجي غير التحرر والانعتاق والعدالة ونموذجها لا شيء غير الديمقراطية الحقة وإنهاء التفرد والتسلط في الحكم.  لم يطرح الشعب على نفسه قضية من يرث الحكم والثورة لم تكن من اجل أي طرف ، الثورة أرادت تسليم القرار لصناديق الاقتراع  التي لا نعرف سلفا من ستفرز لكنها القناة العادلة والدائمة لتقرير من يتولى السلطة مؤقتا. هذه هي الثورات وهذا هو الربيع العربي الذي لم يكن له أي لون أيدلوجي وحتى في بلد مثل سوريا فالإخوان المسلمين لم يكونوا شرارة الثورة التي انطلقت عفويا من درعا لكنهم الآن مكون مهم وطبيعي من قوى الثورة التي تشمل بصورة أساسية السنّة لكن بين الثوار أيضا علويين ومسيحيين ودروز وأكراد كما تدلّ على ذلك أسماء قيادية مثقفة من المعارضة.

 


بعد ذلك إذا كانت صناديق الاقتراع قد أعطت أغلبية للتشكيلات السياسية الإسلامية فليكن! وما الضير في ذلك ما دام المبدأ هو التداول على السلطة التنفيذية عبر صناديق الاقتراع في إطار ديمقراطي، هذا لا يجعل الثورات إسلامية بل يؤكّد ديمقراطيتها حيث إن هذا التيار الذي خضع للحرمان التام يأتي ديمقراطيا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. ومن المفهوم أن يحصل هذا التيار على الأغلبية بفعل واقع القوى السياسية فهو التيار الأبرز الذي دفع الثمن في العقود الثلاثة الماضية ولم يتلوث بفساد السلطة. وقد أتى إلى حرية العمل مدرعا بأقوى سلاحين على الانطلاق هما الدين والمال، فليأخذ فرصته  في إدارة الحكم أو المشاركة في إدارته  فهذا حق طبيعي ومشروع لجميع قوى المجتمع.

 


لكن بالطبع هناك سؤال مشروع حول التزام هذا التيار وفي القلب منه حركة الإخوان المسلمين بالديمقراطية وعدم استخدام الدين لتقييدها وتكبيلها وفرض شروط الطرف المنتصر عليها؟! نقدّر ان الشعوب لن تقبل ذلك وأن الإخوان سيتكيفون مع شروط النظام الديمقراطي رغم الضغوط عليهم من اليمين السلفي والإغواء الذي يبقى قويا  لاستخدام سلاح الدين في تقييد الديمقراطية وتأبيد السلطة ب. قد يحدث ذلك وهذه معركة أخرى قد تمثل الفصل الثاني من الربيع العربي
 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات