وقف المفاوضات ضرورة لا رغبة

تم نشره الأحد 29 كانون الثّاني / يناير 2012 04:54 مساءً
وقف المفاوضات ضرورة لا رغبة
حماده فراعنه

أربعة أسئلة قدمها المفاوض الفلسطيني للممثل الأسرائيلي إسحق مولخو ، وإذا وجد إجابة مقنعة ، قد تدفعه لمواصلة التفاوض ، وعلى أرضية الأجابة سيتحدد الموقف الفلسطيني نحو وقف المفاوضات الأستكشافية أو الإستمرار فيها على أمل فتح شق مهما بدا متواضعاً ، في رحلة إستعادة الشعب العربي الفلسطيني لحقوقه المصادرة والمنهوبة من المشروع الأستعماري التوسعي الأسرائيلي .

1- ما هو الموقف الأسرائيلي من حدود الدولتين القائمة على خطوط أربعة حزيران 1967 ؟ .
2- وما هو الموقف الأسرائيلي من مدينة القدس كعاصمة للدولتين ؟ .
3- وما هو الموقف الأسرائيلي من التبادلية بنفس القيمة والمعيار ؟ .
4- وما هو الموقف الأسرائيلي من وجود طرف ثالث راعي للأمن على أرض الدولة الفلسطينية للفترة الأنتقالية ؟ .

أسئلة صائب عريقات الأربعة قدمت رداً على أسئلة المفاوض الأسرائيلي 21 والتي تناول فيها عناوين إستفزازية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ، والأتفاقات الثنائية الموقعة بين الجانبين ، ومواقف الأطراف الأربعة الراعية للمفاوضات ، أميركا وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة .

الرئيس الفلسطيني تجاوب مع رغبة الملك عبد الله ، ومبادرته التي قدمها خلال زيارته لرام الله يوم 21/11/2011 ، لتحقيق غرضين أولهما دعم الملك عبد الله في زيارته لواشنطن ومساندة الأردن وصموده أمام الضغوط السياسية والأقتصادية الداخلية والخارجية ، لأن مصلحة فلسطين وشعبها وقيادتها على مختلف أطرافهم وتوجهاتهم الوطنية والقومية واليسارية والأصولية دعم الأردن ، فصمود الأردن وإستقراره إحدى الثوابت الفلسطينية ، وإحدى الروافع الداعمة لصمود شعب فلسطين العربي على أرضه ، وإحدى أدوات العمل الأستراتيجية ، لتوظيف مصداقية الدبلوماسية الأردنية ومكانة الملك عبد الله الدولية في مواجهة الصلف والأضاليل الأسرائيلية أمام المجتمع الدولي وخاصة في أميركا وأوروبا ، خدمة للحقوق الفلسطينية والتعاطف معها .

مبادرة الملك عبد الله ، وتجاوب الرئيس الفلسطيني لها ، إستنفدت الغرض المطلوب منها ، فقد حققت الزيارة الملكية لواشنطن يوم 17/1/2012 ، ما هو مطلوب منها أردنياً ، ولكنها لم تزحزح حكومة نتنياهو عن سياستها الأستعمارية التوسعية الأستيطانية ، فالتحالف الحكومي الذي يقوده نتياهو يقع أسيراً لمصالح المستوطنين التوسعية ، وبما يتفق مع قناعاته الأيدولوجية الرجعية البائسة ، كما لم تزحزح الزيارة الأردنية موقف إدارة الرئيس أوباما المتطرفة في دعمها للسياسة العدوانية الأستعمارية الأسرائيلية في وقت يقع فيه أوباما أسيراً لمصالحه الأنتخابية هذا العام حيث يحتاج للعوامل اليهودية الثلاثة : التبرعات المالية والأعلام والأصوات لدعم حملته الأنتخابية .

أما الغرض الثاني الكامن وراء إستجابة الرئيس أبومازن للمبادرة الأردنية ، فهو إظهار الموقف الفلسطيني المبدئي مع المفاوضات ، فالمفاوضات سلاح سياسي ودبلوماسي وكفاحي بيد المفاوض الفلسطيني لتحقيق هدفين أولهما كسب المزيد من الأصدقاء الدوليين لعدالة المطالب الفلسطينية المشروعة المجسدة في قرارات الأمم المتحدة ، وثانيهما إستعادة حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتبديد أو التصرف أو الأنهاء والشطب : حقه في العودة وحقه في المساواة وحقه في الأستقلال ، ولذلك فالمفاوضات لا مساومة عليها ، لأنها مصلحة فلسطينية وليست نزهة أو عرض قدرات أكاديمية وقانونية ، إنها شكل من أشكال النضال ، ففشل المفاوضات ليس مكسباً فلسطينياً ، ولكنها تعني إستمرار الأستيطان وتحمل إستمرارية معاناة الشعب المعذب تحت بساطير الأحتلال وإجراءاته غير الأنسانية ، ولهذا يسعى الفلسطيني نحو التفاوض ، لأنها تعكس مصلحته ورغبته ومواصلة نضاله ، شريطة عدم الأخلال بحقوقه أو المس بها أو التنازل عنها ، ولذلك أراد الرئيس الفلسطيني إيصال رسالة فحواها أن المصالحة وإدخال حماس والجهاد لصفوف منظمة التحرير وعودة القيادة العامة والصاعقة لمواقعهما السابقة ، لا يشكل إخلالاً بالمفاوضات أو رفضاً لها ، وأن التفاهم مع هذه الفصائل لن يتم على حساب المفاوضات ، وأن وقف المفاوضات هو موقف فلسطيني فرضته عدم إستجابة إسرائيل لشروط التفاوض ومعاييره ، وأن الفلسطيني يقبل أي مبادرة للجلوس على طاولة المفاوضات إذا حققت شروط المفاوضات ودوافعها ، ولذلك تجاوبت منظمة التحرير مع المبادرة الأردنية لعلها تفتح ثغرة مهما كانت صغيرة على أمل وقف الأستيطان وإجراءات الأحتلال التوسعية .

إستنفذت المباردة الأردنية الغرض منها ، أو كادت ، ولهذا إستوجبت التوقف ، لأن إستمراريتها تستنزف التماسك الفلسطيني ، وتعني رضوخ فلسطيني لمنطق القوة والتوسع والأستيطان الأسرائيلي ، وبالتالي فهي حالة من التأكل الداخلي بدون أي مكاسب فلسطينية قد تتحقق من إستمرارية المفاوضات وحجتها الأستكشافية .


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات