حزب المتقاعدين العسكريين ..

- المتقاعدون العسكريون هم مواطنون أردنيون, يحق لهم الانخراط في العمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كما غيرهم بلا تمييز أو انتقاض, وهم على قدر من الخبرة والتجربة التي تصلح أن تجد طريقها في التنمية الوطنية بكل أشكالها, وبعضهم يحمل شهادات عليا, وبعضهم متخصص في مختلف أنواع العلوم غير العسكرية, فمنهم الطبيب, ومنهم المهندس, ومنهم المؤرخ ومنهم الإداري, ومنه العسكري الصميم الذي لا يعرف غيرها, ولذلك يجب الاستفادة من هذا المخزون أكثر في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة.
في الوقت نفسه لا أجد الأمر مسوغاً من الناحية المنطقية فضلاً عن الدستورية والقانونية, أن يكون حزب خاص للمتقاعدين العسكريين بهذه الصفة تحديداً, لان الأحزاب عبارة عن تجمعات بشرية حول الأفكار, وليس جمعيات حول الصفة آو الشخص آو المهمة, ولذلك لا يجوز أن يسمى الحزب, (حزب المتقاعدين العسكريين السياسي), كما لا يجوز تخصيص حزب لهذه الفئة تحديداً فهذا يترتب عليه جملة كبيرة من المساوئ التي يفترض بنا جميعاً تجنبها.
والحل يكمن في أن يبحث المتقاعدون عن الأفكار السياسية الموجودة والألوان والاتجاهات السياسية التي تملك رؤية خاصة ومنهجاً خاصاً في العمل والسياسة والاقتصاد, ثم يجد كل واحد منهم مقعده حسب ما يتوافق مع اتجاهاته وأفكاره ومبادئه, إذ لا يجوز مطلقاً حشر العسكريين المتقاعدين في إطار سياسي واحد على اختلاف توجهاتهم الفكرية والمنهجية والرؤيوية ...
فهناك أحزاب ذات مرجعية إسلامية, وهناك أحزاب ذات مرجعية اشتراكية أو شيوعية وهناك أحزاب ذات مرجعية ليبرالية غربية أو رأسمالية حرة, وهناك أحزاب ذات توجهات قومية أو وطنية, أو ما شابه .. وكل واحد منهم يبحث عن الفكر الذي يجده اقرب الى توجهاته وقناعاته واتجاهاته التي يؤمن بها, هذا سيكون عملاً شرعياً صحيحاً من كل الوجوه, ولذلك فان مجموع المتقاعدين العسكريين الذين يشكلون مخزناً غنياً للكفاءات الوطنية عليهم أن يشكلوا مصدراً من مصادر دعم الأحزاب السياسية وإغنائها بالطاقات والخبرات, من اجل رفع شان العمل الحزبي كله, ورفع شان الحياة الحزبية السياسية على مستوى الوطن, فلا يجوز تصنيف الناس الى حزبيين عسكريين وحزبيين مدنيين, فالأحزاب كلها تقوم على قاعدة المواطنة الواحدة المتساوية.
(العرب اليوم )