في المناسبة..افتتاح المقر الجديد لجمعية الشؤون الدولية..

- خمسون عاماً من العمر المديد..
وقد أرادت جمعية الشؤون الدولية (الأردن) ان يكون موعد افتتاح مقرها الجديد يوم عيد ميلاد قائد الوطن الملك عبد الله الثاني الذي يصادف اليوم الاثنين تتويجاً لدوره في تعزيز صلات الحوار والتفاعل مع المؤسسات العامة الاكاديمية والثقافية ومع رجال الفكر والقادة الاجتماعيين ونشر الاهتمام بالقضايا الفكرية المتعلقة بالمجتمع الأردني بشكل مسؤول وفي اطار التفكير الحر الواعي والنظرة العصرية المستنيرة..
جمعية الشؤون الدولية في عمان التي افتتحها جلالة الملك الراحل في 5/11/1977 وكتب في سجلها كلمة مؤثرة ما زالت معلقة على مدخل الجمعية الجديد في خلدا..
الجمعية اليوم والتي ضمت اكثر من 300 شخصية أردنية بينها سيدات، استطاعت أخيراً أن تقيم مقرها الجديد والذي يدين أعضاؤه لدور الدكتور عبد السلام المجالي في استدراج المساعدات والهبات لصالح بناء هذا المقر الذي تجاوزت كلفته مليوني دينار وكان تشجيع جلالة الملك عبد الله الثاني وتشرف الجمعية بافتتاح مقرها في يوم عيد ميلاده الخمسين وراء هذا الانجاز..
واكبت نشاط الجمعية منذ افتتاح صالونها السياسي الذي بدأ عام 1990 مع تأسيس اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني أي قبل اكثر من عشرين سنة وقد انبثق ذلك الصالون السياسي الذي ما زالت جلساته منتظمة كل يوم ثلاثاء لمدة ساعتين من حاجة بعض أعضاء لجنة الميثاق آنذاك للاجتماع والكولسة حين كانوا اليساريون والقوميون يلتقون وكذلك جماعة الاخوان المسلمين ومؤيدوهم وقد انقسم اعضاء اللجنة الستون الى ثلاث مجموعات وكانت احدى هذه المجموعات وهي المجموعة الوسطية أو غير الحزبين قد اختارت ان تلتقي في منزل الدكتور عبد السلام المجالي طول عمل لجنة الميثاق لتتداول فيما تفكر فيه او تطرحه على اللجنة العامة التي كانت تنعقد في القصر الصغير جوار قصر بسمان..وحين انهت لجنة صياغة الميثاق عملها بعد تسعة أشهر استمر انعقاد الصالون الذي كان لايقل عدد حضور جلساته الاسبوعية عن ثلاثين عضواً منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ولم تنقطع حتى حين كان الدكتور المجالي رئيساً للوزراء في مرحلتين عام 1994 وعام 1997 فقد استمر اعضاء الصالون في الاجتماع وقد انتقلوا من بيته الى مقر جمعية الشؤون الدولية الذي كان مستأجراً في شارع المتنبي قرب الدوار الرابع..
اليوم يتعاظم عمل جمعية الشؤون الدولية التي تمتلك مقراً مناسباً يساعدها على اقامة نشاطاتها اذ تتعدد فيها القاعات وفيها مدرج كبير يتسع لأكثر من (150) شخصاً..
الجمعية واحدة من مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالحوار وهي تؤسس ميزانيتها من تبرعات الاعضاء وأصدقائهم ومن تبرعات عامة من رجال أعمال وشخصيات وقد رأت أن تكرم هؤلاء بوضع اسمائهم على لوحة شرف في مدخل الجمعية..
نشاطات الجمعية متعددة وهي تتطلع للمزيد من نشاطات الحوار وتحمل المسؤولية في هذا الجانب بفتح امكانياتها له في زمن يحتاج الاردن فيه الى مواصلة الحوار الداخلي لاعادة انتاج علاقات داخلية وطيدة ومتفهمة للضرورات الوطنية وقادرة على تحصين البيت الأردني في وجه كل أشكال الانقسام أو اللغط أو فقدان التوازن..
في صالون الجمعية التقت شخصيات للاستماع الى عديد من المحاضرات التي ألقاها متخصصون وسياسيون أردنيون وضيوف عرب وأجانب من وزراء وسفراء وغيرهم..وقد حضر الى صالونها العديد من رؤساء الوزارات للحديث عن سياساتهم وكذلك وزراء خارجية وعمرو موسى حين كان أميناً عاماً للجامعة العربية وكذلك رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وسفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا وهولندا والنرويج وشخصيات اسلامية وحزبية واقتصادية..
وترى الجمعية من خلال نشاطها الجديد المتزايد ان تطرح وجهة نظر أعضائها في القضايا الوطنية الساخنة وان تكتب في ذلك وتناقش وهي تصدر نشرة دورية..يبقى ان يقال ان للراحل الشريف عبد الحميد شرف بصمة في انطلاقة هذه الجمعية حين تأسيسها وما زال الكثير ممن رافقوه يواصلون العمل في اطارها.
( الراي )