الملك في جمعية الشؤون الدولية دفعة جديدة لعملية الإصلاح

- تشكل الارادة الملكية الفاعلة والمستجيبة لضرورات الاصلاح رافعة اساسية في عملية الاصلاح في الأردن فالملك يضع الان ارادته في الاصلاح ويحرص أن تتدفق بسرعة في قوانين ناظمة لا يحق لاحد تعطيلها او الابطاء في انجازها ..أعلن ذلك هنا وحتى في واشنطن وعاد أمس لتأكيد ذلك في جمعية الشؤون الدولية التي تشرفت في ان تربط افتتاح موقعها الجديد بمناسبة عيد ميلاد جلالته الخمسين بحضور ضيوف عرب الى جانب الاردنيين من مجلس أمنائها والهيئة الادارية واعضاء الجمعية..
الملك في أول حديث له بعد عبوره الخمسين (العيد الذهبي) لميلاده تحدث عن مسيرة الاصلاح واختار عنوانها الابرز وهو قانون الانتخاب وما يحيط به ويتعلق بمناخاته لتجري الانتخابات بموجبه قبل نهاية العام 2012 وهذا يرتب على المعنيين العمل بسرعة وجدية ووعي واستجابة لما تتطلبه المرحلة الجديدة من حداثة وتطوير وخروج من مرحلة الى أخرى تجعل الاردن أكثر قدرة على الانطلاق نحو أهدافه وقد استفاد من الربيع العربي ووظفه بدل أن يراوح وينتظر ويدفع كلفة التأجيل في أعراض عاشتها بلدان عربية بالفوضى ثم الثورة مما تسبب في ضرب الكثير من الانجازات..
الملك اختار جمعية الشؤون الدولية منصة لكلمته الموجهة للاردنيين والعالم في اننا اخترنا طريق الاصلاح الجاد وقطعنا وما زلنا نقطع أشواطه دون التفات للخلف أو تردد ويأتي اختيار الجمعية تكريما لها كمركز حوار ظل سارياً طوال السنوات الماضية وحتى بعد موجة الربيع العربي حيث انبرت هذه المجموعة من المثقفين والمفكرين ورجال الدولة فيها الى انضاج كثير من القضايا المتعلقة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ورات ان تقدم شيئاً من خلاصة حواراتها واهتماماتها لتكون جملة الافكار بين يدي قائد الوطن الذي حرص دائماً على ان تكون دروب الحوار سالكة ومعطياته متوفرة ونتائجه موقع اهتمام فالجمعية التي بارك نشأتها وحضر افتتاحها الملك الحسين طيب اله ثراه عام 1977 وكتب كلمة في سجلها آنذاك..يأتي الملك عبدالله الثاني بمناسبة عيد ميلاده الخمسين وبمناسبة مرور ستين سنة على صياغة الدستور الاردني ليتحدث من خلالها وفي ذلك اشارة رمزية عميقة الدلالة لاختيار المكان ولايلاء الحوار السياسي الراشد أهمية كبيرة فهؤلاء الأعضاء منهم من توزعوا في لجنة الحوار الوطني 2011 ومنهم من كانوا أعضاءً في لجنة صياغة الميثاق الوطني عام (1991) ومنهم من كان في لجنة صياغة الدستور (2011) أو في الاجندة الوطنية (2004) ومنهم من استمع وحضر كلمة الحسين الراحل حين كان يزف البشرى لشعبه بقدوم عبدالله للحياة عام 1962 وقد استمعوا لنفس كلمة البشرى هذه امس مسجلة بصوت الحسين ورأيت عيون بعضهم تغرورق بالدمع في حين كان التأثير العميق بادياً على وجه الملك وهو يستقبل رفاق درب الحسين ممن استمعوا لنبوءته وهو يدعوهم بقوله «ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع بصفوفكم وبين اخوته واخواته من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد سيذكر ذلك اللقاء الخالد»..
الرسالة الملكية أمس وصلت تماماً فالاصلاح في الأردن لم يعد مسألة جدلية أو اجتهادية أو تخمينية بل أصبح ضرورة وطنية وفر الملك ارادة انطلاقتها وعمل الكثيرون في مواقع مختلفة سواء في الحراك أو غيره وعند الاحزاب أو خارجها وعند مختلف الاردنيين الذين يرون فيه طريقهم باتجاه تحقيق اهدافهم الوطنية لأردن موفور الحاجة والكرامة ..
كل الأطراف كانت موجودة ..السلطات الثلاث والرسالة جرى تأكيدها ونحن مقبلون الان على ورشة نستكمل فيها بناء مسيرة الاصلاح بعزم وسرعة لتجنب مخاطر المراوحة والتأجيل وكلفة ذلك..
ركب الاصلاح يسير وركابه فيه الملك والمسيرة تمضي لا تلتفت الى التعطيل او محاولات الشد العكسي وقد تعاظمت هذه المسيرة الان بالتفافها حول قائدها الذي سيعبر بها المرحلة التي لم يقل أحد أنها سهلة لكنها عامرة بالايمان والاخلاص والاصرار..
كنا في جمعية الشؤون الدولية كمؤسسة مجتمع مدني هي الانسب لتكوين مستودع تفكير ومنصة رأي ..
نشعر بالاعتزاز ورئيس الجمعية يلقي كلمته ويتوقف فيها عند محطات ثلاث المناسبة عيد ميلاد الملك/ومبنى الجمعية الجديد/ والحلم الاردني وهو ما غطاه الدكتور عبد السلام المجالي بكلمة طيبة استلهمت التوجه الملكي وحرّضت المؤمنين على الاصلاح الذي أطلقه الملك.. ( الراي)