ربيع 2011 وخريف 2012

- احتفلت تونس ومصر بمرور عام كامل على الثورة، ولكن الاحتفال كان بصورة اعتصامات ومسيرات غاضبة ضد بعض ما أسفرت عنه ثورة العام الماضي.
نساء تونس يعتبرن إنجازات الثورة خسائر مباشرة لهن، فقد تحولت المرأة التونسية العاملة إلى عورة يجب سترها.
وشباب مصر الذين ثاروا على نظام مبارك، لم يخطر لهم أن حصاد الثورة سوف يؤول لصالح العسكريين والسلفيين، ولم يقصدوا تحويل مصر إلى بلد غير آمن يمتنع فيه التجول ليلاً خوفاً من البلطجية ويتجمد الاستثمار والسياحة والنمو إلى أجل غير مسمى.
في اليمن نجحت ثورة 2011 في ترحيل الرئيس علي عبد الله صالح، ولكن الثورة استمرت في 2012 بشكل يهدد بالتحول إلى حرب أهلية وانقسامات خطيرة، واستمرار الصراع على السلطة وتصفية الحسابات ونزيف الدماء.
في ليبيا لم ينته النظام الاستبدادي فقط الذي تحقق في 2011 بل انتهت الدولة بجميع مؤسساتها أيضاً ، فلم يعد في البلد جيش وشرطة ونظام وقانون بل جماعات مسلحة لا تعترف بأي نظام ولا تخضع لأي قانون سوى قانون الغاب ، أما سجون الثورة فتمارس أبشع أنواع التعذيب والقتل.
ثورة في عام ، ثم ثورة على الثورة في العام التالي ، وربيع عربي في 2011 وخريف عربي في 2012. والنتيجة أن في الوطن العربي اليوم فوضى غير خلاقة إلا من وجهة نظر أعداء العرب.
العاقل من اتعظ بغيره، والشقي من لا يتعظ إلا بنفسه وبعد فوات الأوان فهل نكون من العقلاء أم من الأشقياء.
في بلدنا حوار طرشان، فالملك يدعو للإسراع في الإصلاح ورفع الغطاء عن الفاسدين فلا أحد فوق القانون، والحكومة تقدم برنامجأً للإصلاح السياسي مدعما بجدول زمني ، وتتعهد بمحاربة الفساد دون هوادة، ومع ذلك فإن هناك من يصرون على الخروج إلى الشارع أسبوعأً بعد آخر ليطالبوا دون ملل بتسريع الإصلاحات ومحاربة الفساد وعينهم على السلطة، مع أن الطلب مستجاب، إلا إذا كان المقصود تعليق المشانق بدون حاجة للتحقيق او إضاعة الوقت في محاكمة عادلة. (الراي)