لوحات في منازلنا

- بنوايا حسنة, يهتم رجال اعمال ومثقفون واناس عاديون بشراء صور منسوخة لاعمال فنية ولوحات ويعلقونها على جدران منازلهم ولا سيما في (غرفة الضيوف) ..ولا يهتمون كثيرا باصحاب هذه اللوحات ودلالاتها وخلفيات الفنانين والفنانات التي رسموها, ولو عرف بعضهم ذلك, ربما لبادر الى نزعها واستبدالها بنقوش او لوحات بسيطة.
ولا يقتصر الامر, بالطبع على اللوحات الفنية, فالافلام التي نشاهدها جزء (معاصر) من ماكينة عنصرية لم تتوقف عن بث سمومها العنصرية ضد هويتنا وحقنا في التحرر من الهيمنة الامبريالية, المرئية وغير المرئية على حد سواء.
تدور موضوعات معظم اللوحات المذكورة حول الحريم والجواري واسواق العبيد والحمامات التركية ومشاهد إعدام في الساحات العامة, وغالبا ما تعكس صورتين سائدتين من صور الاستشراق, هما الحريم والمرأة الجارية او الفاجرة والرجل المتجهم (البربري) والجلاد النوبي او الاسود...
وتعود هذه اللوحات لفنانين وفنانات من اوروبا (الاستعمارية) خاصة من فرنسا وانجلترا مثل انجري الذي اهتم بالمحظيات والجواري والحمامات, ومثل, السيدة هزييتا براون التي ركزت اعمالها على الحريم العثماني ومثل كروا وكذلك رينو وقد اهتما بلوحات الجلادين والاعدام.
ويحفل كتاب (رنا قباني) (اساطير الغرب عن الشرق) بعشرات اللوحات والاسماء لمن يرغب بالاستفاضة.
لذائذ آسيوية, فجور, قيان وجاريات وعبيد ورؤوس تتدحرج على العتبات والسجاد الاحمر.. واكثر من ذلك وسط دهشتنا باللوحات والملابس والالوان وتماهينا معها والاحتفاء بها وتربية اولادنا عليها بل والتباهي بها, فمن يستطيع شراء نسخة من هذه اللوحات المكلفة مع اطاريفها وشبكة الاضاءة المخصصة لها.
لن ندخل في تفاصيل هذه اللوحات وحكاية كل منها, فما من فنان واحد منهم لم يعمل في شركة الهند الشرقية الاستعمارية او مع محفل ازرق او دائرة استشراق تابعة لقسم المخابرات في وزارة الخارجية او المستعمرات.. لكن المطلوب الانتباه لذلك وحسب...(العرب اليوم )