الله يسامحك.. معاليك

- في استطلاع المئة يوم الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية أمس, جاءت نسبة الثقة بأداء الوزراء من دون الرئيس أدنى بحوالي 10% من نسبة الثقة بأداء الرئيس من دون وزرائه.
من المرجح أنه لو جرى سؤال الناس عن كل وزير على حده لما لاحظنا هذا الفرق في النسبة, بل ربما حصل وزير أو أكثر على نسب تفوق نسبة الرئيس.
والأمر متعلق بميل الناس الى الصراحة والجرأة عند الحديث على العموم, بينما يميلون الى التحفظ والحذر عن الحديث عن شخص بعينه. فهم مثلاً في حياتهم اليومية قد يدينون "جيران هذه الأيام", الذين لم يعد الواحد منهم يسأل عن جاره "الحيط بالحيط", ولكن عندما يتقابل جاران فإنهما يتسابقان في وصف احدهما الآخر بأنه "عز الجيرة", وقد يمزق الواحد منهما ملابس زميله من شدة اصراره على استضافته باعتبارها أمنية عزيزة.
هناك إذن "رأي عام" حول الجماعة, لكنه لا يتكون من مجموع أو معدل الآراء الخاصة بكل فرد من أفراد هذه الجماعة.
الافصاح عن رأي سلبي تجاه شخص معين يسميه الناس "كسفة", وهي فعل غير مرغوب, ولا يفضل الأردني الاكثار من حالات "الكسفة" التي يمارسها أو يتعرض لها في حياته.
في حالتنا الآن مع الوزراء, سيميل كل وزير الى الاعتقاد انه غير مقصود بالنتيجة, ولو اتحيت الفرصة لأي وزير منفرداً أن يقابل كل مَن شملهم الاستطلاع لأكدوا له إنه ليس المقصود بتلك النسبة أبداً..."ولو الله يسامحك معاليك".(العرب اليوم )