بديل الساحة السورية

- بات مؤكدا ان التحالف الدولي- العربي- الاقليمي المأزوم يتجه نحو رفع يده عن سورية, وتحريك او توظيف شظايا المعارضة الخارجية والجماعات المسلحة من باب الاشغال والاستنزاف فقط, بعد ان اصابه اليأس من استنساخ الحالة العراقية او الليبية في سورية.
واذا ما صحت هذه القراءة, فما هو البديل الاقليمي لهذا التحالف واين سيوجه جهوده وما هي مؤشرات ذلك, انطلاقا من الفرضية التي اكدتها عقود الصراع على هذه المنطقة من العالم, وهي ان الامن الاقليمي لدولة العدو الصهيوني ومجالاته الحيوية, السياسية والنفطية, وهو العامل المحدد لحركة هذا التحالف (الامريكان والاوروبيون واصدقاؤهم العرب) منظور للتمدد الروسي من زاوية موقعه في المعسكر الاخر كما اسسه جمال عبدالناصر والقوى القومية واليسارية العربية.
حسب مقررات مؤتمر هرتزليا الصهيوني الاخير, والذي حضره مشاركون من السلطة الفلسطينية (سلام فياض وياسر عبد ربه) ومن الاردن ومن قطر وبلدان اخرى في مجلس التعاون الخليجي, اضافة لوزير الخارجية الفرنسي, جوبيه وممثلين عن اوباما وميركل الالمانية وعن الحكومة البريطانية ومعارض سوري, واخر من (ليبيا الجديدة) حسب هذه المقررات فقد تباينت افكار المشاركين بين اولوية تحريك التسوية اردنيا وفلسطينيا وبين الملف الايراني.
وهو ما يعني ان بدائل الساحة السورية تنحصر في الاردن وفي ايرن, لكن في ضوء عراقيل كبيرة ايضا, منها الثمن المرتفع لاي مغامرة عسكرية ضد ايران والتي قد تنقلب على رؤوس اصحابها وتؤسس لشرق اوسط جديد فعلا, لكن مخالف ومضاد للمصالح الامريكية والاوروبية والصهيونية.
وبالمقابل فان تمرير الكونفدرالية او مشروع البنيلوكس او خلق فوضى في الاردن ليس سهلا ابدا.
وفي كل الاحوال, اذا كانت ايران قد حصنت نفسها بقوة ردع استراتيجية وتحالفات اقليمية ودولية من الطراز الثقيل, فان قوة الاردن في اطفاء اي بؤرة توتر داخلية, سواء كانت بؤرة فساد او بؤرة مغامرة هنا وهناك او بؤرة شد عكسي ضد الاصلاح (فتح ملفات الفساد من اجل اغلاقها من دون محاسبة) وضد تحولات ديمقراطية حقيقية او كانت بؤرة توتر اقليمي.(العرب اليوم)