كيف "نكسر" اضراب المعلمين دون أن نؤذي وطننا?

- من المفهوم أن تسعى الحكومة الى إنهاء إضراب المعلمين وأن تجتهد في ذلك, فهي سلطة ولديها مهمات بأولويات مختلفة تضعها لنفسها باعتبارها تمثل الادراة العامة للبلد ككل.
ومن المفهوم كذلك أن تلجأ الحكومة الى تنويع وسائلها لإنهاء الإضراب, فقد بدأت بالأساليب العادية عن طريق التفاهم وعرض الحلول, ثم أخذت تلمح الى بدائل أكثر شدة في إطار ما يعرف بعمليات "كسر الاضراب", وهذه كله مفهوم في سياق علاقة الحكومات بالشعوب, وقد مارسته حكومات كثيرة في هذا العالم, كما مارسه أصحاب عمل كثيرون عندما واجهوا إضرابات عمالية مماثلة.
غير أن خبراً خطيراً تسرب بالأمس وتناولته منابر إعلامية يقول باحتمال الاستعانة بمنتسبي القوات المسلحة للقيام بمهام المعلمين في المدارس.
هذا الاجراء إذا تم تنفيذه سوف يعني أن الحكومة تضع فئة ذات موقع خاص في الدولة (وهو موقع وطني ومتسام وحيادي تجاه الصراعات والمصالح الاجتماعية) بمواجهة فئة أخرى وهي هنا المعلمين. ومن المرجح أنه لا يوجد عاقل في البلد يوافق على أن يسجل في تاريخ القوات المسلحة أنها قامت بدور "كاسر إضرابات".
في الواقع إن أقسى الخيارات بما فيها إجبار المعلمين بالقوة على العمل سيكون أفضل من ذلك الخيار, والكلام هنا من منظور وطني متطلع نحو المستقبل, لا مجرد ساع الى حل مشكلة آنية... والله من وراء القصد.
(العرب اليوم )