الامساك بالعصا من طرفيها

تم نشره الأحد 12 شباط / فبراير 2012 03:33 مساءً
الامساك بالعصا من طرفيها
موريا شلوموت

 انظروا الى نبرات المتباكي: بينما يمسك العصا من طرفيها، ينجح في أن يقول بانه لا يمكن الامساك بالعصا من طرفيها.
 هكذا كان رئيس وزرائنا. لا يكتفي بالاقوال. بل يقول ويفعل العكس ايضا. نتنياهو هو رمز وقدوة. مثال ومرشد لطريقة الامساك المزدوج: يبني في المستوطنات ويبعث بالمحامي مولخو الى محادثات السلام في نفس الوقت. يبقي على حكومة يمينية متطرفة ويتحدث عن حل سلمي في نفس الوقت. يحمل راية الديمقراطية بحماسة ولا يقبل بارادة الشعب الفلسطيني في نفس الوقت.
 لسنوات واسرائيل الرسمية تدعي بان عرفات، وبعده أبو مازن، ليسا الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني. حقيقة أن الشعب الفلسطيني منقسم ومنشق سهلت علينا فقط التنكر للواجب والمسؤولية في ادارة مفاوضات جدية.
 "مع من بالضبط سنجري المفاوضات؟" سألوا من حاولوا التملص من اجراء المفاوضات. طالما كان المجتمع الفلسطيني ممزقا، فما معنى التقدم مع جناح واحد منه؟ الحجة المتكررة تجاه حماس كانت انه طالما لا تعترف بدولة اسرائيل – فلن تكون جزءا من المفاوضات، وطالما لم تكن جزءا من الاتفاقات – فلن يكون ممكنا تحقيقها. مفارقة اسرائيلية نموذجية. ما الذي لا يقولوه ولا يفعلوه كي لا يفعلون شيئا.
 هذا الاسبوع، عندما وقع اتفاق تاريخي بين السلطة الفلسطينية الفتحاوية وبين حماس – مرة اخرى غضب رئيس الوزراء وادعى، ليس أقل، بان هذا هو "بصقة في الوجه". وهكذا تنجح اسرائيل بدهاء في تقييد كل أمل بالمفاوضات. عندما يكونون منقسمين هذا ليس جيدا لنا وعندما يكونون متحدين فانه ليس جيدا لنا ايضا. ربما ببساطة ليس جيدا لنا. نقطة.
 لعله يجدر لغرض الحذر، كي لا أُعتبر ساذجة، أن أذكر بان اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية ليس المحاولة الاولى من الفصائل الفلسطينية لخلق قيادة موحدة ومتعاونة، وكثيرة الاحتمالات الا تكون هذه هي المحاولة الاخيرة.
 غير أن النواقص والعلل في الطرف الاخر لا ينبغي أن تشغل بالنا. مهمتنا ان ننظر الى أنفسنا وان نسأل كيف يحتمل الا ترحب عناوين الصحف عندنا ببداية عصر يكون فيه للمجتمع الفلسطيني تمثيل متفق عليه ومتبلور.
 التقارب المتجدد بين فتح وحماس يدل ضمن امور اخرى على أن الفوارق بينهما في كل ما يتعلق بالمسألة اليهودية – الصهيونية ليست كبيرة جدا. خط تفكير كهذا يؤدي الى الاعتراف بانه يحتمل أن تكون نشأت فرصة متجددة لمفاوضات جدية وموضوعية. أخيرا يوجد مع من يمكن الحديث.
 ولكن خط التفكير  المتابع للفرص والنوافذ المفتوحة ليس خط تفكير حكومة اسرائيل. فهذه تحب اغلاق النوافذ والفرص وليس فتحها، احباطها بدلا من بنائها والاحتفاظ بدلا من التسريح.
 النائبة تسيبي حوتوبلي النشيطة الى جانب وزير المالية قفزا على اللقية – مرة اخرى سنبقي عندنا اموال الضرائب التي تعود للشعب الفلسطيني وسنعاقب المواطنين في الجانب الشرقي من جدار الفصل فقط لانهم تجرأوا على التطلع الى حياة افضل. سلب أموال الضرب الفلسطينية التي تعود لهم حسب القانون يعبر عن المفهوم الاسرائيلي في أنه يمكن للتلاعبات البخيلة ان تغير الواقع.
 يقال عن الفلسطينيين انهم لا يفوتون فرصة لتفويت الفرص، ولكننا نحن لا نسمح حتى لهذه الفرص بان تسنح.

 عن الصحافة الاسرائيلية



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات