اذا عطست سوريا سمع أهل الحجاز عطستها

تم نشره الثلاثاء 14 شباط / فبراير 2012 10:51 مساءً
اذا عطست سوريا سمع أهل الحجاز عطستها
رعد خالد تغوج

"اذا عطست سوريا سمع أهل الحجاز عطستها " ، ذلك مثل شعبي مأثور، فسوريا هي قلب الشرق الأوسط الجديد والقديم على سواء، وما أن يتم أي تغيير في سوريا، حتى تتخلخل خارطة الشرق الأوسط برمتها، وذلك عبر حقب التاريخ كلها.

إسرائيل وظفت حالة عدم الاستقرار في سوريا لصالحها، حيث الاستيطان قائم على قدم وساق، ولم تعد الدبابة تحفر في عز الظلام، عندما يهجع العرب الى النوم، بل أصبح الفولاذ يُمارس سلطته على عيون الأشهاد، وفي عز ظهيرة صاقعة.

روبرت ماردوك هو اكبر فائز في هذه المعادلة التي تم رسمها مع نتنياهو، فشركة نيوز كوربوريشين، أكبر مُولدة اعلام في العالم، واعظم ماكينة تستثمرها الصهيوينية المعاصرة، تمارس عملها بقوة في الساحة العربية، وذلك بواسطة اذرعها الأقل بؤساً، وأقصد صحيفة التايمز والتليغراف، وحتى التايمز الصينية، التي هي من ممتلكات ماردوك الثمينة في أسيا.

ما يجري في سوريا مرر أجندة صهيونية في وقت تنشغل فيه الميديا العالمية بالربيع العربي- الاسرائيلي، وما التحالف الأسلاموي –الاميركي، عبر خط قطر- انقرة- واشنطون، إلا أداة من أدوات غسيل الكيان القديم، واستبدال خطوط العرض القديمة بأخرى حديثة ومُدجنة بالسيرك الصهيوني.

ما يخص سوريا في هذه اللحظة أصبح يخص السياسة الاقليمية والدولية أيضاً، فاحدى عواصم الشرق – بغداد- تم التخلص منها، وسط تعتيم اعلامي وسياسي منظم، وبتواطىء من الانظمة العربية، مما أفضى الى تكريس الوعي بأبعاد العواصم التاريخية في اللاشعور عند النخبة والعوام على سواء، ومن هذه المنطلقات تحولت القضية السورية الى مطلب وطني وقومي وعروبي، يخص كل بلد مثلما يخص سوريا.

واذا استعرضنا المشهد الذي يُبث الأن بالدم والعظم الحي، بحيث تظهر الميليشيات والبلطجة وتتجسد بأقسى صورها في سوريا، والتدخل اللبناني – القطري السافر في الشان الداخلي لسوريا، والانتقام من النظام البعثي من قبل حركات التشدد، سواء كانت أسلاموية –حماس أو حزب الله- او يسارية ، بحيث كانت الموجة العارمة في سيتينيات القرن الماضي بين البعث وتلك الاحزاب، والتي وصفها سعد جمعة بانها دموية، كما تظهر العوامل التحتية من استغلال ظاهرة السفك التي كان يمارسها البعث العراقي، في شحد لهمم الاعلام للانتصار للمجلس الانتقالي السوري بزعامة المفكر برهان غليون.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات