المسخ الطيب والمسخ الشرير

تم نشره الثلاثاء 21st شباط / فبراير 2012 12:20 صباحاً
المسخ الطيب والمسخ الشرير
موفق محادين

- يحفل عالم الادب والفن بعشرات الامثلة للاعماق البشرية وما تعكسه من صراع بين الخير والشر, وما تكشفه من محطات مختلفة في تاريخ هذه الجماعة او تلك, وما تكثفه وتلخصه من وقائع وصفحات سوداء او بيضاء, حسب كل حالة...

واضافة للحالات الطبيعية في الجانبين, الخير والشر, ثمة حالات اخرى شائعة في الجانبين ايضا, لم تعد استثنائية كما كانت سابقا مما يؤشر على ان الحقبة الرأسمالية برمتها بقدر ما تعكس صورتها البشعة, تولد صورة مضادة لها وتطيح بعلم الجمال برمته بوصفه علما متوازنا من النمط الايقاعي الذي يحن له البشر.

ولم يقدم او يختصر احد بشاعة الرأسمالية الامريكية كما فعل الامريكيون انفسهم مثل المخرج السينمائي سكورسيزي والمخرج كوبولا.. والفنانان ريفيرا وشارلي شابلن.. سكورسيزي في افلامه عن نيويورك وواشنطن وكيف شكلتها مافيات الجريمة والمخدرات والويسكي بالدم والبلطات والمسدسات.. وكوبولا باعماله (العراب والدم الاول.. الخ).

اما في الفن فقد اختار الفنان التشكيلي ريفيرا ديترويت لتكون موضوعا لاعماله ولوحاته التي تصور الاستغلال الرأسمالي البشع للعمال الذين قامت صناعة امريكا على اكتافهم.. ومثله شارلي شابلن في فيلم اضواء المدينة وغيره..

بالمقابل قدم لنا الادب العالمي والعربي صورة اخرى للجوانب المشوهة في الانسان, لكن ليس في اعماقها كما هي حال التجربة الامريكية الرأسمالية, بل في مظهرها الذي انطوى في اعماقه على انفس جميلة وطيبة.. ومن ذلك احدب نوتردام للفرنسي فكتور هيغو صاحب البؤساء وبائعة الخبز, والذي كان ايضا مقاتلا مع العمال على متاريس باريس وفقد ولديه خلال الصراع مع البرجوازية..

ويبدو ان الروائي السوداني الطيب صالح قد تأثر برواية احدب نوتردام وقدم لنا شخصية مشابهة في روايته (عرس الزين) وعلاقته مع (نعمه) التي تشبه الغجرية في رواية هيغو..

واذا عرفنا ان هذا الروائي الفرنسي كان (شرقيا) في روحه, فما يمكن ان نستنتجه في الحالتين ان الرأسمالية التي شوهت البشر واعلنت نهاية الانسان ونهاية الذائقة الجمالية كانت عادلة في مسألة واحدة وحاسمة ايضا هي ان روح الشرق ما تزال خضراء من لحم الانسان ودمه فيما تخفي القشرة الزائفة في الشمال الرأسمالي وحشا قبيحا داخلها.

(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات