أدوات الإصلاح

تم نشره الثلاثاء 21st شباط / فبراير 2012 12:19 صباحاً
أدوات الإصلاح
د. رحيّل غرايبة

- يبدو أن الحديث عن الإصلاح في غياب الأدوات والمؤسسات التي يقوم بها الإصلاح يصبح ضرباً من التنظير الذي تتقنه جميع الأطراف بمن فيها خصوم الإصلاح وأعداؤه, الذين يخوضون كما يخوض الناس عندما يكون الكلام بلا ضريبة.

إن المؤسسات الدستورية القائمة, بما فيها مجلس النواب, عاجزة عن حمل رسالة الإصلاح, وعاجزة عن القيام بهذه المهمة, لأسباب كثيرة, يعلمها الناس, وتعلمها القيادة, ولذلك لا فائدة من المطالبة بالإصلاح, والاقتصار على المطالبة في ظل بقاء المؤسسات القائمة, لأنها لو كانت قادرة على هذه المهمة ابتداءً, لكان الإصلاح متحققاً بمجرد وجودها, ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.

بمعنى آخر أكثر وضوحاً أن الإصلاح ينبغي أن يبدأ بتغيير المؤسسات الدستورية تغييراً جوهرياً و حقيقياً. من حيث التشريعات التي تستند إليها, والتي جاءت بها, ومن حيث المنتوج (النوعية), التي تتمثل بالكتل السياسية التي تحمل رؤية سياسية ولها برنامج شامل, وقادرة على القيام بمهماتها الدستورية, سواء فيما يتعلق بمجلس النواب, أو فيما يتعلق بالحكومة. وبناءً على ما سبق فان مجلس النواب ليس مؤهلاً ولا قادراً على إصلاح الدستور ولا إصلاح التشريعات, ولا إصلاح نفسه ولا إصلاح بلد ولا اقتصاد ولا ما تحزنون.

فالسؤال الكبير هنا إذن ما هو الحل?

الحل يكمن بتوافق شعبي مع القيادة على طيّ المرحلة السابقة والحالية بكل مؤسساتها ورجالاتها, والبدء بمرحلة جديدة خالصة, والبدء بالمرحلة الجديدة يحتاج الى رؤية جديدة وتشريعات جديدة, تضعها نخبة جديدة بآفاق جديدة وطرق جديدة, وهذا يتطلب انتخاب هيئة تأسيسية لمدة مؤقتة, وفقاً لقانون يسمح بتمثيل المجتمع الأردني تمثيلاً حقيقياً بقواه السياسية ومكوناته الاجتماعية, وهذه الهيئة التأسيسية تتولى إعادة صياغة الدستور, وصياغة التشريعات الضرورية لبناء المرحلة الجديدة القادرة على إخراج الدولة الأردنية المدنية الديمقراطية الحديثة التي تعبّر عن طموحات الأردنيين وتطلعاتهم نحو المستقبل.

إن المؤسسات القائمة عبء على المرحلة, وان مجلس النواب بشكله الحالي عاجز عن تحمل متطلبات المرحلة, وغير قادر على الإصلاح, لأنه يحتاج إصلاح ذاته أولاً, ولأنه بأغلب أعضائه لا يؤمنون أصلاً برسالة الإصلاح ولا مقولة الإصلاح, إلاّ ما رحم ربك, وهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين بأحسن الأحوال.

(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات