هل ينقذ الربيع العربي المسجد الأقصى؟

- استخفت اسرائيل وما زالت تستخف بالنظام العربي كله من سمى نفسه في الممانعة او من أخذ بأسلوب التفاوض والحوار.كما استخفت بالتمثيل الاسلامي في دوله وفي المحافل الدولية وعبر الامم المتحدة ولم يرضها ان يعترف بها (57) دولة عربية ومسلمة لتفك احتلالها عن الاراضي الفلسطينية وتترك للفلسطينيين ان يقيموا دولتهم..
المخططات الاسرائيلية في تهويد القدس تحديداً ما زالت تتواصل وآخرها الاعتداء على المسجد الاقصى من خلال باب المغاربة وسور البراق (ما تسميه حائط المبكى) والجسر الواصل (جسر المغاربة) الذي تستهدفه بالتغيير للتمكن من خلاله العبور الى داخل المسجد الاقصى وتوفير امداد لوجستي لعدوانها الشامل المتوقع الان وبالتالي الوصل ما بين ساحة المسجد فوق الارض والانفاق التي حفرتها تحت الارض..
الحكومة اليمينية الاسرائيلية تركب الان اعلى خيولها وتطلق المسعورين والمشعوذين والقتلة والمتطرفين واللقطاء المستوردين من حاملي الجنسية الاسرائيلية لتزرعهم جوار المسجد الاقصى وتدربهم على أعمال ارهابية في الاقتحام والهدم وهم برسم ان يقوموا بفعلتهم الشنيعة في اقتحام الاقصى واحراقه او هدم اساساته بالديناميت ليخلو لمستوطنيهم ساحاته محققين حلمهم الخرافي الذي وجد أخيراً من يسيسه ويسانده من بين اعضاء حكومة نتنياهو اليمينية واعضاء الكنيست من حاملي الخرافة الذين لا ينتمون للواقع ولا يقدرون معطياته..
من يوقف هذا الاستهتار الاسرائيلي المنطلق من عقاله والذي لا يوفر مكاناً مقدساً اسلامياً أو مسيحياً فالمهم هو الاستيلاء على الارض وطرد واقتلاع اهلها الاصليين مسلمين أم مسيحيين..
هل يضع العرب رؤوسهم في الرمل كالنعامة ويتظاهرون بعدم الادراك ليعيشوا مفاجأة هدم الاقصى وعندها لكل حادث حديث ونعرف السيناريو الذي رايناه بعد حرق منبر صلاح الدين في القدس في آب عام 1968 حيث نشأت منظمة المؤتمر الاسلامي والتي ما زالت تصدر البيانات!!
لتتوقف المزايدات والخطب في العواصم والتي تقودها ايران بمؤثراتها حول القدس فتشبعهم سباً وما زال يهودون..فما العمل؟..أين مساعدات القدس ؟..مساعدات المسجد الاقصى التي اقرتها القمم حين كانت المظاهرات في الشوارع زمن الانتفاضة عام 2000 وحين استشهد محمد الدرة..أين دينار القدس؟..بل أين قرش القدس ؟ لماذا لم تبن المساكن بدل المهدومة ولماذا لم يدعم صمود المقدسيين في وجه الاقتلاع والترحيل والتبديد؟..لماذا يتركون لمواجهة كل هذا الخطر الصهيوني؟..أين النخوة العربية الاسلامية التي نراها في ساحات ودول وخطط أخرى؟..لماذا لا يجري الالتفات الى القدس ولماذا تواصل الجامعة العربية انعقادها لمواضيع أخرى وتترك ما يجري في القدس؟ ولماذا يعبأ النظام العربي بالابل ويقول للقدس رب يحميها فينصرف كل نظام الى شانه وكأن القدس تعني كل يهودي وصهيوني واسرائيلي في العالم ولا تعني عربها ومسلميها؟..
من يصحح هذا المسار ومن يوقظ النيام؟ واين النساء اللواتي قصصن شعرهن في بوابات دمشق ورمين جدائلهن في وجه الحاكم قائلات «خذ هذا قيّد به خيلك» أين ذلك الزمان؟
هل سيكون الرهان على الربيع العربي الذي نأمل ان يغسل الاوساخ والادران وان يحرر الارادة العربية ويطلق العربي من قمقم الارتهان والضعف والتخويف والاستلاب..هل تتدفق الشوارع العربية من أجل القدس ومنعاً لهدم مسجدها الاقصى ومصادرتها الاخيرة؟..هل يصل صوت المسلم والعربي الى اسماع نتنياهو وحكومته من خلال الربيع العربي بعد ان لم يعد يعبأ بما تقوله السفارات والمبعوثين والتقارير والخطب المدجنة والوعيد الذي يعرف مضمونه ودلالاته...
لم يطرد النظام المصري السفير الاسرائيلي بل طرده الربيع العربي ولم يوقف النظام العربي تهويد القدس والاعتداء على مقدساتها بما في ذلك المسجد الاقصى..فهل يوقف الربيع العربي؟ متى تصل رسائله ومقدماته؟..ومتى تدرك حكومة المستوطنين الاسرائيليين أن ربيع الاقصى قادم وهو عنوان الربيع العربي حين يصح وتصدق بوصلته!!
(الراي)