لا تجيروا الدين للدنيا
قبل أسابيع وبينما الحراك الشعبي وقادة الرأي والنخب السياسية منشغلين في قضايا الداخل وما يجول في عقلية الشارع من هموم وقضايا ملحة لاسيما وان قطار الفاسدين بدأت تتفكك عرباته ورموزه تطل علينا بعض القوى السياسية المطالبة بطرد سفراء الصين وروسيا من المملكة.
ويستندون في حجتهم إلى أن هاتين القوتين لم تستخدما حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لإدانة النظام السوري بارتكاب مجازر وجرائم حرب بحق شعبه ما يعطي مؤشر على رغبة هذه الفئة باللجوء إلى الفصل الخامس في مجلس الأمن الذي يجيز استخدام القوة العسكرية .
وغاب عن ذهن هذه الفئة أن روسيا والصين وقفتا موقفا مشرفا إبان الغزوالانجلو أمريكي على العراق عندما عارضتا وبشدة استخدام القوة ضد الأشقاء في ارض الرافدين في حين أن واشنطن ولندن اللتين لم تستخدما حق الفيتو مع دمشق هما من غرسا آسفين الكيان العبري الطارئ في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية الذي مازال الجميع يحصدون تداعياته السلبية والمؤلمة لغاية ألان.
أنا لست مع النظام السوري في قتل أبنائه ومع نضال الشعب في نيل حقوقه الدستورية ولكنني أيضا لست مع التدخل الأجنبي الذي قد يطيح بنظام الأسد ويخلق لنا من جديد سايكس بيكو لتجزئة المنطقة المجزاة أصلا إلى كانتونات هشة.
ولذا فان مطالبة وإصرار هذه القوى السياسية في الأردن والتي تتخذ الدين غطاءا لها المملكة بطرد سفيري بكين وموسكو ما هو إلا بداية النشوة للصعود إلى كراسي الحكم ولو كان ذلك على حساب أطفال ونساء ومشايخ الشعب السوري على اعتبار أن بديل نظام الأسد جاهز لمليء حالة الفراغ الدستوري أن حدث ذلك.
لذا كان الاولى بالجماعة المطالبة بإسقاط اتفاقية وداي عربة مع الكيان الصهيوني الذي يحاول ألان استغلال واستثمار حالة الربيع العربي لهدم المسجد الأقصى المبارك
وهنا أود التذكير بما قاله عضو الكونغرس الأمريكي جوزيف ليبرمان المؤيد لا قامة دولة يهودية على كامل التراب الفلسطيني عندما نتمكن من تقوية الأغلبية الإسلامية المعتدلة لتقف وتواجه الأقلية المتطرفة عند ذلك فقط نكون قد بنينا مقبرة ندفن فيها أحلام من يعمل على قيام إمبراطورية إسلامية .