جثتي على نانسي عجرم

- قبل أيام كان وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك يرد على أسئلة أحد الصحافيين, حيث كان الصحافي يذكر للوزير أسماء فنانات وفنانين مقترحين للمشاركة في مهرجان قرطاج, في حين يرد الوزير بعبارة "على جثتي", وكانت نانسي عجرم أول فنانة يتوعد الوزير بأن دخولها لتونس سيكون على جثته.
إن الاستخدام الجاد لتعبير "على جثتي" لا يكون إلا في أمور نادرة يتم اختيارها بعناية, وذلك حتى لا تفقد هذه العبارة قيمتها.
نحن البعيدين عن تونس, نتوقع أن هناك الكثير من القضايا والمعارك الثقافية التي ينبغي أن تخاض في بلد أنجز ثورته للتو ضد نظام أمعن في نشر ثقافة التغريب والتسطيح. وربما كان أداء بعض الفنانين الذين اعترض عليهم الوزير جزءاً من هذه الثقافة التي تستحق المواجهة فعلاً, غير أن وصول المسألة الى مستوى "على جثتي", يكشف طبيعة المعركة الأولى التي اختارها الوزير.
كنا ننتظر مثلاً, لو أبدى الوزير استعداده للتضحية بجثته احتجاجاً, ولو ثقافياً, على مساعي "قيادة الثورة" لفتح خيوط جديدة مع الغرب والأمريكان, واستعدادهم للتعامل مع الصراع مع الصهيونية باعتبارها شأناً يخص الفلسطينيين وحدهم, وغيرها من مواقف تم الافصاح عنها علناً وبدأ تنفيذ بعضها فعلاً.
من الواضح أن القيادة التونسية الجديدة تختار معاركها بعناية في الثقافة كما في السياسة, وإسهاماً مني في مسيرة الثورة الوليدة, أضع عنوان مقالي هذا كعنوان بديل وأكثر نعومة, لمعركة الوزير.
(العرب اليوم )