تقشف مالي وإنعاش اقتصادي

تم نشره الإثنين 27 شباط / فبراير 2012 12:19 صباحاً
تقشف مالي وإنعاش اقتصادي
د. فهد الفانك

- وصف رئيس الحكومة موازنة 2012 بأنها تقشفية ونفى أن يكون الاقتصاد الأردني في غرفة الإنعاش ، وكلاهما تشبيهان لغرض التوضيح والتبسيط ، فما معنى التقشف في حالة الموازنة ، ولماذا يحتاج الاقتصاد الأردني للإنعاش.

تقشف الموازنة يعتمد على كون النفقات الجارية المقررة لسنة 2012 لا تزيد عن النفقات الجارية الفعلية للسنة الماضية 2011 ، وتقف في طريق هذا التوصيف نقطتان ، الاولى أن نفقات سنة 2011 ليست مثالية حتى يعتبر تكرارها هذه السنة دون زيادة إنجازاً  ، والثانية أن هناك من يعتقد أن النفقات الجارية الفعلية لهذه السنة سوف تتجاوز التقديرات (غير الواقعية) مما يعني صدور ملاحق للموازنة خلال السنة.

السؤال الجوهري: كيف تكون الموازنة تقشفية وهي تقبل زيادة رواتب العاملين والمتقاعدين ، المدنيين منهم والعسكريين ، فهذه الزيادات تعطى عادة في أوقات الرخاء والوفرة ، وليس في أوقات التقشف. وكيف تكون الموازنة تقشفية وثلثها يذهب لدعم الأسعار ، ليس الخبز والغاز فقط ، بل الماء والكهرباء والبنزين والمواد الغذائية والأعلاف أيضاً. وكيف تكون تقشفية وهي تتنازل عن كثير من الإيرادات المحلية بسبب الإعفاءات والحوافز.

قد تكون هناك مبررات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية للتصرف المالي السخي ، ولكنه لا يمكن أن يقع تحت باب التقشف.

أما أن الاقتصاد الأردني في غرفة الإنعاش ، فقد نفاه الرئيس ، فما زال الوقت مبكراً للإنعاش ، حيث أن (المريض) لم يخضع لعملية جراحية بالرغم من حاجته إليها ، والإنعاش يتلو العملية ولا يسبقها.

يهمنا أن لا يحتاج الاقتصاد الأردني لغرفة إنعاش لأنه ليس مريضاً ، ولكنه يعاني من صعوبات واختناقات وحالة عدم استقرار من صنع أيدينا ونحن نحمله واجبات تفوق طاقته ، فهو لا يستطيع أن يعطي أكثر مما يأخذ ، تماماً كما أن الرئيس لا يعد بما لا يستطيع أن يحقق.

التقشف الاختياري لم يحدث بعد ، ولكنه سيأتي إجبارياً إذا لم يطبق الأردن إصلاحاً اقتصادياً استباقياً لا يقل أهمية وأولوية عن الإصلاح السياسي. وغرفة الإنعاش سوف تلزم إذا بقي الاقتصاد الأردني بدون عملية أصلاح هيكلية ، لأنه في تلك الحالة سيحتاج لعملية جراحية وغرفة إنعاش.

مؤشرات الاقتصاد الأردني ما زالت عند الحدود الآمنة ، ولكن البقاء عند الحدود لا يخلو من المخاطرة ، والوقاية خير من العلاج. أليس كذلك.

(الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات