لنبدأ من العقبة مجدداً !

- دعوة الملك المستثمرين العرب والاجانب لتحقيق التنمية وجعلها تبدأ من العقبة كمنطقة جذب استثماري مميزة..تأتي بعدما أصيبت المنطقة الاقتصادية بتباطؤ ملموس نتاج عاملين..

الأول: ما سببته الأزمة المالية والاقتصادية العالمية للمنطقة كلها من تراجع وتعطل للمشاريع أو ابطاء واعادة تقييم أو وقف تنفيذ..

والثاني: ما سببته الادارة الرسمية من ادارة الظهر لواقع العقبة الاقتصادية والارباك الذي حدث ليجعل الانماط القديمة في الادارة تعود من خلال عودة المركزية واعادة دمج نشاط الكثير من القطاعات الرسمية في العقبة مع وزارات ومؤسسات الادارة المركزية في عمان وبالتالي اضعاف دور المنطقة الاقتصادية وحريتها في العمل والمبادرة من خلال تقليص دور المفوضية وبالتالي اضعافها..

هذان السببان لا بد من معالجتهما بسرعة..فالسبب الاول يعالج باعادة تسويق العقبة الاقتصادية بعدما تراجعت الازمة الاقتصادية العالمية أو خف تأثيرها عن مناطق كثيرة في المنطقة والاقليم وبالتالي عادت بعض رؤوس الأموال العربية تبحث عن بيئات استثمارية وهذا ما عبّر عنه لقاء الملك ورئيس الوزراء مع ممثلي الاستثمارات العربية والأجنبية أمس الأول..وبالتالي فإن العقبة وهي تعاود الآن انطلاقتها كمنطقة جذب استثماري مميزة لا بد ان توفر لها كل الاسباب التي تمكنها من ذلك وهو ما تحدث عنه رئيس الوزراء بضرورة اتخاذ خطوات عملية الاسبوع القادم لمناقشة القضايا التي طرحها المستثمرون بشكل تفصيلي والخطوات التي تضمن معالجة المشكلات التي تواجه مشاريعهم وتنفيذ مطالبهم المتعلقة بتعزيز البيئة الاستثمارية اذا استعد الرئيس لانشاء مؤسسة مرتبطة برئاسة الوزراء مباشرة تعنى بالاستثمار كما تعهد بالعمل على مكافحة كل ما يتعلق بالمس بسمعة المستثمرين من خلال اعداد مسودة قانون لتنظيم عمل المواقع الاخبارية بعدما تزايدت شكاوى المستثمرين من ابتزاز هذه المواقع واطلاقها الاتهامات ضد مشاريعهم ومحاولات النيل منها بالاشاعات وهو الامر الي أزعج اطرافاً استثمارية عدة اشتكت للملك مباشرة وظلت تشكو منذ فترة دون ان يكون هناك علاج لشكواها أو وضع حد لما تواجهه في هذا المجال..

في العقبة مشاريع ما زال يتواصل بناؤها كمشروع آيلة الذي استثمر حتى الان في مرحلته الأولى (200) مليون دينار من أصل ثلاث مراحل تتجاوز المليار دينار ولم يتوقف وهناك مشروع المعبر الاماراتي وهو من أكبر المشاريع التي تشهدها العقبة وقد بدأ العمل فيه وما زال سارياً وسيكون من ثماره استثمارات تصل الى (10) مليار دولار يتوجها مرسى زايد وما زال هذا المشروع في بداياته حيث يجري تطوير المنطقة التي سيقام عليها اما المشروع الذي بدأته العقبة مبكراً ومنذ تأسيس منطقتها الاقتصادية الخاصة وهو مشروع سرايا العقبة وقد أنجز منه أكثر من 75% الان بعد ابطاء ويعاود الانطلاق مجدداً بعدما نجحت ادارة المشروع في استقطاب شريك اماراتي زاد رأسمال الشركة ليضخ فيه (300) مليون دينار كفيلة بإعادة اطلاق المشروع الذي تأخر تسليمه حيث كان مقرراً عام 2009 مما أعاد الثقة مجدداً للمشتركين فيه وطمأنتهم على شراكتهم وتأكيد حقوقهم وسيكون لهذا المشروع الذي اقيم في اهم مواقع العقبة أهمية سياحية كبيرة لما يحوي من مشاريع فنادق عديدة ومساكن ومرافق أخرى..

المعلومات المتوفرة تؤكد انطلاقة مشروع سرايا مجدداً وهذه الانطلاقة تتزامن مع الدعوة الملكية لاعادة انطلاق العقبة بل ان استئناف المشروع كان حافزاً لهذه الدعوة ومبعث الأمل فيها وهذا ما يدحض كثيرا من الاشاعات ويبطل تأثيرها..

ولعل خبرة بعض الحاضرين في اللقاء الملكي أمس الاول ممن عملوا في العقبة أو ما زالوا يعملون في مواقع رسمية وغير رسمية سوف يُمكّن الحكومة من البناء على أسس كانت قائمة ومتوفرة ومتينة..فالتشخيص متوفر والظروف الآن أصبحت أفضل لمزيد من الاستثمارات وجذبها على قاعدة اعادة تجديد المعطيات التي توفرها الحكومة لجذب الاستثمارات وهي معطيات تتعلق بالتشريعات واعادة تأكيدها وتطويرها وايضاً توفير المزيد من التسهيلات وعناصر الجذب الاستثماري من اعفاءات وتذليل صعوبات ووقف كل ما يؤثر سلباً على العمليات الاستثمارية ومنع أي تغيير مفاجئ على القوانين والتعليمات وهو الذي ما زال يحدث وكان سبباً في تنفير المستثمرين وكثير من احتجاجاتهم..

ان منظومة النزاهة التي دعا الملك لسريانها واقرارها وممارستها والدفاع عنها بالقانون ومنع تجاوزها هي التي ستحمي الاستثمار والمستثمرين وتغريهم لاختيار المنطقة الاقتصادية في العقبة والتي لا يعوزها بعد اقرار هذه المنظومة شيء..

(الراي)