ابن عم النبي» في برقيات أهلنا في الكرك

- نشرت الدستور أمس في ملحق مساحة الوطن تقريرا حول ما يعانيه مسجد جعفر بن أبي طالب من اوضاع صعبة وعدم صيانته منذ سنوات وللحقيقة انه على مدى سنوات،واهلنا في الكرك ُيبرقون للمسؤولين في أعلى المستويات،يشكون ويشتكون،يحكون ويروون،عن قصة ابن عمي النبي صلى الله عليه وسلم،اي جعفر بن ابي طالب،ومسجده في مؤتة الكرك.
كل برقياتهم لم تؤد الى ان يتحرك احد، او ان يتدخل احد، لحل المشاكل التي ابرق بها رجالات الجنوب،وابناء الكرك الى كبار موظفي الدولة على مدى سنوات.
تتأمل شرعية الاردن فتجدها "دينية" وتتأمل الاستجابات لقضايا اقل اهمية،فتجدها سريعة كالبرق،ان لم يكن اسرع في حالات معينة،فالاولويات اختلطت حتى أهملنا كل شيء.
تتأمل كرامة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من شهداء مؤتة،ثلاثتهم في مؤتة الكرك،والمسجد قربهم آيل للسقوط،لدلف الماء من سقفه،وعفن السجاد ورطوبته،لايحركان فينا نخوة ولا تدخلا،ولااهتماما.
هذا هو حال مسجد جعفر الطيار،او جعفر بن ابي طالب،شهيد مؤتة طيَب الله ذكره في الدنيا والاخرة،حال مسجد يضم شهداء آخرين،وفي ارض المعركة لايعرف احد عما فيها وتحتها من شهداء،حتى يومنا هذا.
الذي يذهب للمسجد ُيصعق من اوضاعه،وبعض من فيه يتشاطرون فقط بتسجيل اسماء القادمين لزيارة ضريح جعفر الطيار،وكأن الشك في تشيَع السنة،هو عنوان المسجد،ووظيفته اليوم.
هكذا عشنا حتى رأينا مهمة بعض من في الضريح ،ان يسجل اسماء الزائرين،خصوصا،القادمين من عمان،بذرائع مختلفة،فلاتغيب النية الاساس،اي رصد الاردنيين تحديدا ممن قد يشتبه بتحولهم الى شيعة!.
الرصد يتم على اساس قراءة استغراق الزائر والوقت الذي يمضيه عند جعفر،وهل سيزور الزائر بقية المقامات،ام سيكتفي بجعفر فقط،وهكذا يتحول "جعفر" الى مصيدة سياسية،بدلا من كونه رمزا من رموزنا.
على بعد امتار فقط من الضريح،وسجلات التسجيل فيه،يدلف سقف المسجد،كل شتاء،فينساب الماء الى داخل المسجد،وينهمر نقاطا على رؤوس المصلين،فيجد بعضهم حلا عبقريا بوضع اواني بلاستيكية لتجميع المياه المتدفقة من السطح.
يتعفن السجاد بسبب تسريبات الماء،وتسيطر رائحة الرطوبة،فتسأل نفسك،عن مآلات السقف،وهل هو مهدد بالانهيار ذات لحظة،ولماذا لايتحرك مسؤولو عمان لوضع حد لهذه الاهانة اليومية لبيت من بيوت الله،ولتغطية نواقص كثيرة في المسجد ايضا؟!.
فوق ذلك الذي يذهب الى قرب جامعة مؤتة يجد ان موقع المعركة بات تجمعا للنفايات ولزجاجات الخمر،وحتى المسجد القديم المهدوم،تجد عند محرابه زجاجات خمر مكسورة،وادلة على اهانة البشر للموقع بقضاء حوائجهم البيولوجية قرب المحراب وفي ارضية المسجد القديم.
لم يسكت اهل الكرك،برقية تلو برقية،الى الحكومات،واللجنة المكلفة بإعمار المساجد،والى النواب والاعلام،فتتأثر بشدة لان هذا جعفر بن ابي طالب ،وهو حبيب الرسول عليه الصلاة والسلام،وابن عمه،ابو الفقراء والمساكين،الذي امتاز بعطفه على فقراء المسلمين،لدرجة اطعام الفقير طعام بيته،فيبيت على الجوع والطوى.
اذا لم يكن لديكم مال لاعمار المسجد وصيانة كرامة المعركة والشهداء،وسيدهم جعفر الطيار في تلك المعركة،فأعلنوا عن حملة تبرعات،لعل فينا من يتبرع بمال من ماله لاعمار المسجد،وانا واثق اننا سنجد بيننا من يتبرع بكل اعمار المسجد،وتعمير سقفه مجددا،واعادة فرشه بسجاد جديد ودهان المسجد،وتقديم كل المرافق والاحتياجات الناقصة،فيما موقع المعركة ذاته والمسجد القديم المهدوم،الذي تحولت ارضيته الى ملتقى للمنحرفين يمكن شراء جزء منه لصيانته واعادة اعماره.
برقيات تلو برقيات،فلااحد يسمع،ولااحد يقرأ،ولااحد في قلبه بصيرة.
(الدستور)