في العيد الوطني الكويتي الحادي والخمسين!

مناسبة العيد الحادي والخمسين لاستقلال دولة الكويت في 25 فبراير وهي المناسبة التي اقترنت بالتحرير أيضاً تفتح الباب للتأمل في العلاقات الأردنية الكويتية والتي استطاعت لعمق جذورها وسلامة بنائها أن تزيل كل ما علق بها من تأثيرات جانبية وتعود في عهد الملك عبدالله الثاني الى ارتقائها وتطورها وتميزها لتكون اكثر سطوعاً في علاقات الأردن الشقيقة والصديقة..
أعود في وصف العلاقة الى كلمات الملك عبدالله الثاني في كتابه فرصتنا الأخيرة وفي الصفحة 223 منه (كان الكويتيون وخاصة أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح من أكبر الداعمين للأردن ومن أهم المستثمرين في اقتصاده)..
اعراب هذه الجملة في التوجه العام السياسي وفي لغة الارقام تشير الى أن الكويت حرصت وما زالت تحرص على أن تظل العلاقات مع الأردن في المستوى العالي وهو ما يكرسه الاردن أيضاً ولذا فإن التوجه الكويتي الجديد هو مع دعم الأردن وتمكينه من سد حاجاته من النفط ودعم موازنته وهذا الموقف عبرت عنه الكويت بشكل ثنائي ومباشر وايضاً من خلال مجلس التعاون الخليجي اذ ظل الموقف الكويتي يتقدم كافة المواقف الأخرى في فهم الضرورات الأردنية وتبنيها ودعمها ورفض الوقوف المتفرج عليها، وقد سمعت شخصياً من سفير دولة الكويت في الأردن الدكتور حمد الدعيج في مداخلة يتحدث فيها مع سفراء مجلس التعاون قوله: «المهم الان هو دعم الأردن وبشكل سريع وواضح والسعي لدى بلداننا لوضعهم في الصورة الدقيقة من أجل ذلك لأن الأردن ليس بحاجة الى ان نسمعه الكلام أو ان نتحدث طويلاً في أمر دعمه ومساعدته»..هذه الكلمات كان لها وقع مؤثر في الجالسين وقد أدركت صدق الرجل وعمق احساسه العربي وهذه سياسة انتهجها أمير الكويت وما زال وهي التي جعلت من الاستثمارات الكويتية ان تبلغ ذروتها وتتطلع لمزيد من الامتداد والتطور اذ بلغت هذه الاستثمارات كما جاء في أرقام مؤسسة تشجيع الاستثمار حوالي (8) مليار دولار في استثمارات مختلفة ومتنوعة كما ان الكويت الان بصدد الاستفادة من خبرات أردنية في مجالات متعددة واستخدام ايدي عاملة وفنية في مجالات التعليم والصحة والجامعات والمدن الصناعية ..
هناك قائمة واسعة من الاستثمارات وأيضاً من الزيارات المتبادلة بين وفود عديدة متخصصة..
الأردن يقدر عالياً تجربة الكويت السياسية والبرلمانية ويرى في اتساع هوامش الحياة السياسية والتسامح الذي عرفت به العائلة المالكة الكويتية مع شعبها واشقائها ما يجعل الكويت نموذجاً في الحوار الداخلي وحقوق الانسان وبناء مجتمع جديد.. حرص أمير البلاد الراحل على وضع أسسه حين أشرك المرأة الكويتية في الحياة العامة وفتح لها باب الحقوق العامة والمساواة والشراكة ..
موقف الكويت من الأردن في مجلس التعاون وخارجه مميز ويزداد تميزه بفعل الجهود التي تبذلها الحكومتان والسفارتان لترجمة توجه القائدين في البلدين..
الكويت اليوم تأخذ مكانتها المميزة في مجلس التعاون الخليجي وفي المنظمات والمحافل الدولية ولها سجل يتطور بشكل ايجابي ملموس في مجال حقوق الانسان والعمل على رفعة شأن المواطن الكويتي فقد بلغت التنمية في الكويت أعلى درجاتها غير المسبوقة كما ان التجربة الديموقراطية الكويتية التي يمكن ان يقال عنها انها «سكر زيادة» هي فخر للعرب فقد سبق الكويتيون أشقاء عربا كثيرين في بلورة تجربتهم السياسية الداخلية وقد كانت هذه الديموقراطية الكويتية أحد أعمدة حماية الأمن الوطني اذ نقلت الحوارات تحت قبة البرلمان بدل ان تكون في الشارع..
دور الكويت المتزايد في دعم القضايا العربية مشهود له ويلعب البرلمان الكويتي في كثير من هذه القضايا دور المساند فقد وقف الى جانب الشعب السوري وتفقد الكثير من أماكن نزوحه كما ان دور الكويت في دعم الاقتصاديات العربية المحتاجة ملموس أيضاً عبر أكثر من صندوق وبنك وهيئة مساعدة واغاثة ونفس الدعم ظلت الكويت تقدمه للثقافة العربية والتعاون العلمي والجامعات..نبارك للكويت عيدها الوطني ونتطلع لمزيد من الازدهار والاستقرار والتقدم لدولتها ولشعبها الشقيق..
(الراي)