بين أصابع "قدم المساواة"

المدينة نيوز - من الثابت كنتيجة لاعترافنا بعبارة "قدم المساواة" وترديدنا الدائم لها, أن للمساواة قدم.
وإذا كان صحيحاً أن الناس يعاملون "على قدم المساواة", فإن قدم المساواة تلك لا بد أن تكون ضخمة جداً لكي تتسع لجميع الناس. لكن ذلك سيخلق مشكلة تتمثل في صعوبة العثور على حذاء مناسب لها, ولهذا علينا التروي قبل القول ان المساواة في بلادنا مثال "يحتذى".
الشاطر منا هو مَنْ يكون في الصفوف الخلفية للناس الذين يعيشون على "قدم المساواة", وذلك بصراحة كي يكون بعيداً عن أصابع تلك القدم, والأسباب معروفة بل "مشمومة" جيداً, وخصوصاً إذا كانت الفراغات بين تلك الأصابع تشبه الفراغات الموجودة بين باقي الأقدام, بما في ذلك "قدم السّعد", التي من المرجح انها ترتبط بصلة قرابة مع "قدم المساواة" مع أن الأولى لا تشهد اكتظاظا كالذي تعانيه الثانية.
"قدم المساواة" قد تدوسك وتجعل مصيرك بين "أقدام المساواة", وهي قد "تدفشك" للأمام أو للخلف, ومن يطاله التوفيق هو مَنْ يجد أحداً "يدفشه" للأمام, والعكس صحيح, وعبثاً يحاول أي مجتهد التقدم إذا لم يجد قدماً "تدفشة", وكبار القوم هم من يتمكنون من "دفش" الأبواب بأقدامهم غير هيابين.
الناس سواسية كأسنان المشط, وهو ربما "مشط قدم المساواة", لكن المشكلة الجديدة تكمن في أن تطور صناعة أدوات العناية بالشعر, لم يبق على أسنان الأمشاط متساوية.
(العرب اليوم )