مقاومة الإصلاح الاقتصادي

تم نشره الخميس 08 آذار / مارس 2012 03:10 صباحاً
مقاومة الإصلاح الاقتصادي
د. فهد الفانك


المدينة نيوز - هناك قوى شد عكسي قوية جدأً تقف في وجه أية قرارات حكومية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية. الأسلوب المتبع سهل ومباشر فهم يركزون على النتائج السلبية لتلك القرارات، فرفع سعر الكهرباء مثلاً يرفع كلفة الصناعة، وزيادة أسعار المحروقات تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم، وزيادة الضرائب تؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على كاهل المواطن فالحكومة لا تجد سوى جيب المواطن وهكذا.

كل هذا صحيح، فليس هناك قرارات اقتصادية ليس لها جوانب سـلبية، ولكن صانع القرار عليه أن يوازن بين المنافع والأضرار، بين أضرار خطرة وأضرار محمولة، فيقبل ضرراً أصغر لاتقاء ضرر أكبر.

وجود نتائج سلبية لا يحول دون اتخاذ قرار ضروري، فليس من الجائز منع اقتناء السيارات بحجة أنها تسبب حوادث على الطرق وخسائر في الأرواح والأموال، أو منع الزواج بحجة أن نسبة كبيرة من الزيجات تفشل وتنتهي بالطلاق.

في هذه الحالة فإن المطلوب حلول سحرية، وعلى المسؤول أن يكون ساحراً، ويستنبط حلولاً تصلح الأحوال ولا تكلف شيئاً، لها منافع وليس لها تكاليف.

مطلوب من الحكومة زيادة الإنفاق العام شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى زيادة العجز، ومطلوب زيادة الإيرادات المحلية دون زيادة الضرائب، وأخيراً ومطلوب تخفيض النفقات المتكررة شريطة أن يستمر دعم المحروقات والماء والكهرباء والقمح والاعلاف. وأخيراً مطلوب عدم الخوف من ارتفاع عجز الموازنة شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع المديونية.

من يستمع إلى مناقشة الموازنة العامة في مجلس النواب يلاحظ كيف ينتقد الجميع عجز الموازنة وارتفاع المديونية مع المطالبة بإقامة مشاريع مكلفة في المناطق المختلفة، واستمرار الدعم الشامل، وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، والاستمرار في إعفاء التداول العقاري من الرسوم، وتخفيض ضريبة المبيعات على السلع الأساسية ومنح المستثمرين حوافز وتنزيلات إضافية...

المسؤولون بدورهم يتحدثون عن المكاسب ولا يقولون شيئاً عن التكاليف والنتائج، فالمطلوب أن نقول للشارع ما يجب أن يسمعه فنعطيه الجانب الإيجابي دون إيضاح الثمن الباهظ.

إذا كانت الحكومة لا تستطيع في الظروف الراهنة مواجهة الرأي العام بما لا يحب، فلماذا لا تتوكأ على الأجندة الوطنية كبرنامج عمل جريء وعابر للحكومات.

(الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات