هل يفعلها الإسرائيليون!

المدينة نيوز - الأوساط الاسرائيلية منقسمة على ضرب اسرائيل لايران وان كانت غير منقسمة اذا شاركت الولايات المتحدة او اقامت تحالفاً دولياً لضرب ايران كما فعلت في العراق..وانقسام الاسرائيليين غريب من نوعه فهو ليس بين يمين ويسار وانما بين عسكريين كثر لا يؤيدون وسياسيين يؤيدون..ويبدو أن ايهود باراك يريد أن يختم حياته العسكرية بمغامرة من وزن ثقيل يحذره من القيام بها شخصيات في حزبه وحتى من خصومه وهو يجد في نتنياهو المتطلع للبقاء في الزعامة بأي ثمن عجينة يمكن تشكيل قناعاتها في هذا المجال فالشخصيتان تلتقيان على أهداف قليلة منها ضرب ايران ..ولكن..
هل ترتكب اسرائيل حماقة المغامرة هذه بدون ضوء أخضر أميركي واضح؟ أم أن الضوء الأخضر يمكن ان يأتي من أوساط أميركية غير البيت الأبيض الذي يريد الهدوء الى أن يجتاز الرئيس الانتخابات ويرى ضرورة دعمها واعتبار ذلك خطا أحمر لا يتجاوزه وعليه ان يبقيها متفوقة في حين يحذرها ان لا تفعل شيئاً يقلب طاولة الانتخابات القادمة على رأسه ويأتي بالجمهوريين الذين لن يتركوا اسرائيل وحدها في الضربة أو تلقي ردة الفعل عليها..
اذن اسرائيل قد لا تقبض التحذيرات الاميركية المعلنة بجدية وقد تقوم بمغامرة «تعليق الجرس» أو «هز الرسن» كما يقولون لتختبر طبيعة الموقف الاميركي ومدى جديته في تحجيم الدور الايراني ..
يبدو ان اسرائيل تريد الاستفادة من أوضاع المنطقة في تبرير عدوانها على ايران فهي ترى ان الضربة قد تخرج سوريا من معادلة التحالف الايراني حين يجري شل قدراتها وقدرات حزب الله بمجرد ضرب ايران بمشاركة أميركية يفرضها التورط الاسرائيلي..
الاختبار اذن هو ضد طهران وليس حزب الله أو سوريا ويبدو أن الصمت الاسرائيلي ازاء الحالة السورية والميل الاسرائيلي لصالح بقاء الأسد هو مراهنة اسرائيلية على فكفكة القنبلة القريبة منها (سوريا وحزب الله) قبل الانفجار في الضربة لايران..
اسرائيل ايضاً تنتظر نتائج الانتخابات وهي تراهن على مشاكل داخلية ايرانية في اعقاب اعلان النتائج حيث ما زال الانشقاق في الموقف الايراني قادرا ان يعبر عن نفسه خاصة وان المحافظين في ايران وعلى راسهم الفقيه صاحب الولاية خامنئي يجري انتخابات لصالح جماعته وليس لكل الايرانيين الذين ما زال الكثيرون منهم يقاطعون وقد تستفزهم النتائج بشكل أكبر مما استفزت هاشمي رافسنجاني المحسوب على الاعتدال والذي يشكل موقفه بيضة القبان ..فهل دعوة المعارضة الايرانية للمقاطعة ستبقى في حدود مقاطعة صناديق الاقتراع ام انها ستنفجر في الشارع مجدداً اذا ما اضيف لهذه المعارضة قوى جديدة يزعجها انفراد المحافظين وعلى راسهم أحمدي نجاد بالحكم في ايران في ظروف اقتصادية وسياسية يزداد تعقيدها نتاج ازدياد الحصار الدولي لايران وتغليظ العقوبات عليها وازدياد تورطها في دعم النظام السوري وكلفة ذلك على صورتها في العالم العربي لا سيما وأن أطرافا عربية ترى ضرورة تسليح المعارضة السورية وبالتالي ملاقاة الدعم الايراني على الساحة السورية..
اذن اسرائيل بانتظار أوضاع الساحة الداخلية الايرانية بعد اعلان نتائج الانتخابات وردة فعل الشارع الايراني لاحتساب كلفة الضربة وكلفة خلط الاوراق وما اذا كان ذلك يساعد أم يزيد الأمور تعقيداً..
من يقف وراء الصمت الاسرائيلي في التعامل مع مستجدات الوضع في المنطقة وكيف تفهم اسرائيل تحذيرات أوباما من الخطر الذي يشكله الربيع العربي عليها؟..هل هو الخطر الذي يمكن ان يقوم نتاج صحوة شعوب المنطقة وخلاصها من الارتهان؟..ام الخطر الذي يمكن ان يتدفق من الفوضى حيث يغيب الاعتدال وتحضر اطراف أخرى للوصول الى القرار..
الأوراق مختلطة تماماً وعملية الفرز صعبة وقد تلتقي المصالح الاميركية الاسرائيلية كما هي دائماً وقد تفترق الان في قراءات داخلية عربية ربما تكون اسرائيل أكثر دراية فيها من الادارة الاميركية وهذا الافتراق عند اسرائيل قد لا ينفع فيه طمأنة أوباما لاسرائيل باستمرار دعمها فتدرك أن الضربات الاستباقية التي هي الافضل وخاصة في الحالة الايرانية فهل تفعلها اسرائيل وما الثمن الذي ستقبضه او تدفعه؟
(الراي)